يصدقون كما يصدق محمد بن سماعة لكانوا فيه على نهاية (١). كان ابن سماعة متعبدا متقشفا ، ويروى عنه انه قال : مكثت اربعين سنة لم تفتني التكبيرة الاولى في جماعة الا يوما واحدا ماتت فيه امي (٢). وهو من اصحاب القاضي ابي يوسف واخذ عنه وعن محمد بن الحسن ، وروى عن ابن الحسن كتبه (٣). وقد ولاه المأمون قضاء مدينة المنصور بعد وفاة القاضي يوسف بن ابي يوسف ، رغم انه كان يطعن بتقشفه ، فقد روى عنه انه قال : عشرة من اعمال البر لا يصعد الى لله ، والله ، منها شيء ، ولما سئل عنها عددها وكان من ضمنها تقشف ابن سماعة (٤).
استمر ابن سماعة على قضاء مدينة المنصور في عهد المعتصم بالله ، رغم انه كان على مذهب ابي حنيفة ويعتبر من ذوي الرأى فيه ، وامتنع عن القول بخلق القرآن. ويظهر ان سبب بقائه في القضاء انه كان عالما ثقة محمود السيرة (٥). الا انه لما ضعف بصره عزله المعتصم بالله ، ويقال انه استعفى من العمل (٦).
ولمحمد بن سماعة عدد من المصنفات في اصول الفقه. ذكر ابن النديم منها كتاب ادب القاضي وكتاب المحاضر والسجلات (٧). وذكر له المسعودي كتاب نوادر المسائل وقد
__________________
(٩٨) تاريخ بغداد ٥ / ٣٤٢.
(٩٩) نفس المصدر ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٧١.
(١٠٠) الفهرست / ٣٠٣ ، والعبر ١ / ٤١٤.
(١٠١) تاريخ بغداد ٥ / ٣٤١ ـ ٣٤٢.
(١٠٢) النجوم الزاهرة ٢ / ٢٧١.
(١٠٣) تاريخ بغداد ٥ / ٣٤٢ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٧٢١.
(١٠٤) الفهرست / ٣٠٣.