الا ان عبيد الله لم يبرح عليا حتى قبل المنصب ، فتقلد قضاء القضاة في سامرا ، ومكث بهذا المنصب حتى وفاته (١).
بقي علي في منصبه حتى ايام المعتضد على الله ، وقد أخذ برأيه في وجوب رد الفاضل من سهام المواريث على ذوي الأرحام ، وامر بالكتاب الى جميع النواحي بردها (٢).
توفى علي بن ابي الشوارب في عهد المعتضد بالله ، وكانت وفاته لسبع خلون من شوال سنة (٢٨٣ ه) ، وهو بمدينة السلام ، فحمل الى سامرا من يومه في تابوت ودفن فيها (٣).
٣ ـ قضاة مدينة السلام :
عند ما نقلت عاصمة الدولة العربية الى سامرا ظلت مدينة السلام بغداد تحتفظ بمركزها المهم في النواحي المختلفة ، وبخاصة النواحي العلمية والادارية. فكان واليها يعتبر نائبا للخليفة او خليفة عنه. ولقضائها منزلة لا تقل عن منزلة قضاء العاصمة. ولذا رأينا من المناسب ان نستعرض سيرة اولئك الذين تولوا قضاءها في عهد سامرا.
محمد بن سماعة :
ابو عبد الله محمد بن سماعة بن عبيد الله التميمي ، من رجال الحديث ورواته الثقات ، حتى قيل : لو كان اصحاب الحديث
__________________
(٩٥) المصدر السابق ، والمنتظم ٥ / ١٦٤ ، ونشوار المحاضرة ٤ / ١٣٣.
(٩٦) المنتظم ٥ / ١٦١.
(٩٧) الطبري ١٠ / ٤٩ ، والمنتظم ٥ / ١٦٤ ، وتاريخ بغداد وفيه انه توفي لاحدى عشرة خلت من شوال.