وضعه عن استاذه محمد بن الحسن ، وهو من الوف الاوراق (١).
لقد عمر محمد بن سماعة طويلا ، فقد توفى سنة (٢٣٣ ه) بعد ان بلغ مائة سنة من عمره ، وهو صحيح الجسم والعقل (٢).
شعيب بن سهل :
ابو صالح شعيب بن سهل بن كثير الرازي المولد ، من رجال المعتزلة المتطرفين ، ولاه الخليفة المعتصم بالله في اول خلافته قضاء الجانب الشرقي من بغداد عند ما توفى قاضيها جعفر بن عيسى الحسني. ويظهر ان احمد بن ابي دواد رشحه لهذا المنصب لأنه من اهل الاعتزال. وقد جعل الخليفة اليه ، اضافة الى القضاء ، الصلاة بالناس في مسجد الرصافة في ايام الجمع والأعياد (٣). اي انه انابه عن نفسه في اداء هذا الواجب الديني ، وفي ذلك تقدير كبير له ، علما انه لم يكن يعين للامامة الا من بني هاشم ، او ممن يوثق به من افاضل المسلمين (٤).
كان شعيب من القائلين بخلق القرآن ونفي الصفات والرؤية عن الباري عزوجل في الآخرة. وكان ينتقص اهل السنة ويتحامل عليهم ، وقد كتب على جدار مسجده «القرآن مخلوق» وحاول عوام الجند والغوغاء في ربيع سنة (٢٢٧ ه) اثر مبايعة الواثق بالله ان يمحوا هذه الكتابة ، فمنعهم خادم المسجد ، فذهبوا الى بيت القاضي نفسه واحرقوا بابه وانتهبوا داره ، وارادوا نفسه فهرب
__________________
(١٠٥) مروج الذهب ٤ / ٩٥.
(*) مروج الذهب ٤ / ٩٥ ، وتاريخ بغداد ٥ / ٣٤٣ ، والكامل ٧ / ٤٠.
(١٠٦) تاريخ بغداد ٩ / ٢٤٣ ، واخبار القضاة ٣ / ٢٧٧.
(١٠٧) الخراج وصناعة الكتابة / ٤٣ ـ ٤٤.