وسعى الي بعيب عزة نسوة |
|
جعل الأله خدودهن نعالها |
وقال الواثق يوما لابن ابي دواد ، وقد ضجر من كثرة حوائجه : ان بيوت الأموال خلت بطلباتك للائذين بك والمتوسلين اليك. فقال : يا امير المؤمنين ، نتائج شكرها متصلة بك ، وذخائر اجرها مكتوبة لك ، ومالى من ذلك الاعشق الأنس بحلو المدح فيك. فقال : يا ابا عبد الله لا منعناك ما يزيد في عشقك ويقوي همتك ، فتناولنا بما احببت (١).
ولما توفى الواثق بالله حضر ابن ابي دواد ساعة وفاته فاغمضه واصلح من شأنه ، وصلى عليه وانزله قبره (٢). وحضر مع بقية رجال الدولة والقواد الاجتماع الذي عقد في دار الخلافة لاختيار خليفة للواثق بالله. وقد أبعد ابنه لصغر سنه ، فشارك في اختيار اخى الواثق بالله جعفر بن المعتصم بالله ، وهو الذي البسه الطويلة وعممه وسلم عليه بالخلافة ، واقترح ان يلقب بالمتوكل على الله. (٣)
وكان ابن ابي دواد يحسن معاملة جعفر في عهد اخيه الواثق بالله الذي كان يجفوه ويحنق عليه. وقد كلمه ابن ابي دواد في ذلك واقسم عليه بحق ابيه المعتصم بالله ان يرضى عنه ، فرضي الواثق بالله عن اخيه. فلما استخلف جعفر ابقاه على رئاسة القضاء. الا ان ابن ابي دواد اصيب بالفالج في جمادى الآخرة سنة (٢٣٣ ه) ورغم ذلك ابقاه الخليفة في منصبه حتى اواخر شهر
__________________
(٤٢) تاريخ بغداد ٤ / ١٤٦.
(٤٣) الطبري ٩ / ١٥٠ ـ ١٥١.
(*) الطبري ٩ / ١٥٤ ـ ١٥٥ ، والكامل ٧ / ٣٤.