امراء ثغورهم وقواد جيوشهم ، والرابعة القضاة فانهم وان كان لهم تواضع العلماء وحلية الفضلاء فمعهم ابهة السلطة وهيبة الامراء (١). اما الطبقات الاخرى التي هي دون الطبقات آنفة الذكر فهي : الأولى الملوك الذين اوجبت نعمهم تعظيمهم في الكتب ، والثانية الوزراء وكتابهم واتباعهم الذين بهم تقرع ابوابهم ، والثالثة العلماء الذين يجب توقيرهم في الكتب لشرف العلم وعلو درجة اهله. والرابعة لأهل القدر والجلالة والظرف والعلم والأدب ، فانهم يضطرونك بحدة اذهانهم وشدة تمييزهم وانتقادهم ، الى الاستقصاء عن نفسك في مكاتبتهم(٢).
كما يوصي ابن المدبر الكاتب بالاهتمام بصدد كتابه ، وينصحه باختيار الألفاظ والمعارف بما يناسب الموضوع الذي يكتب فيه ، ويبين له انسب الأوقات للكتابة ، فيقول : «وليكن في صدر كتابك دليل واضح على مرادك ، وافتتاح كلامك شاهد على مقصدك .. لا تطيلن صدر كلامك اطالة تخرجه من حده ، ولا تقصر به عن حقه» (٣). «واذا حاولت صنعة رسالة او انشاء كتاب فزن اللفظة قبل ان تخرجها بميزان التصريف اذا عرضت ... وادر الالفاظ في اماكنها ، واعرضها على معانيها ، وقلبها على جميع وجوهها حتى تقع موقعها» (٤). «وارتصد لكتابك فراغ قلبك وساعة نشاطك ، فتجد ما يمتنع عليك بالكد والتكلف. لأن سماحة النفس بمكنونها وجود الاذهان بمخزوناتها ،
__________________
(١١) نفس المصدر / ١٠.
(١٢) نفس المصدر / ١١.
(١٣) نفس المصدر / ٢٢.
(١٤) نفس المصدر / ٢٩.