الاشعار واعرفوا غريبها ومعانيها ، وايام العرب والعجم واحاديثها. وسيرها ، فان ذلك معين لكم على ما تسمون اليه يهممكم. ولا يضعفن نظركم في الحساب فانه قوام كتاب الخراج منكم. وارغبوا بانفسكم عن المطامع سنيها ودنيها ، ومساوىء الأمور ومحاقرها ، فانها مذلة للرقاب مفسدة للكتاب» (١).
ويرى ابن المدبر (٢) ان الكاتب المستحق اسم الكتابة هو «من اذا حاول صنعة كتاب سالت على قلمه عيون الكلام من ينابيعها ، وظهرت من معادنها ، وبدرت من مواطنها ، من غير استكراه ولا اغتصاب» (٣). ولكي يكون الكاتب بليغا فصيحا عليه ان يتصفح من رسائل المتقدمين ما يعتمد عليه ، ومن رسائل المتأخرين ما يرجع اليه ، لتلقيح ذهنه واستخراج بلاغته. بالاضافة الى الاستعانة بنوادر كلام الناس وبالاشعار والأخبار والسير (٤). وهو يرى أن على الكاتب ان يخاطب كلا على قدر ابهته وجلالته ، فيجعل طبقات كلامه على ثمانية اقسام : اربعة منها للطبقة العلوية ، واربعة دونها. والطبقة العلوية هي الخلافة التي اعلى الله شأنها عن مساواتها باحد من ابناء الدنيا في التعظيم والتوقير والمخاطبة والترسل. والطبقة الثانية الوزراء والكتاب الذين يخاطبون الخلفاء بعقولهم والسنتهم ، ويرتقون الفتوق بارائهم ، والثالثة
__________________
(٧) الوزراء والكتاب / ٧٥.
(٨) ابراهيم بن المدبر من مشاهير كتاب القرن الثالث وقد ولى رثاسة عدد من الدواوين في عهد خلفاء سامرا ، وله : «الرسالة العذراء» في ثقافة الكاتب وصفاته وزيه ، وادوات الكتابة ومعرفته بها ، وما قيل في الكتابة.
(٩) الرسالة العذراء / ٣٦.
(١٠) نفس المصدر / ٧.