يصلح الله سلطانهم وتعمر بلادهم. يحتاج اليكم الملك في عظيم ملكه ، والوالي في القدر السني والدني من ولايته ، لا يستغني عنكم منهم احد ، ولا يوجد كاف الا منكم. فموقعكم منهم موقع اسماعهم التي بها يسمعون ، وابصارهم التي بها يبصرون ، والسنتهم التي بها ينطقون وايديهم التي بها يبطشون» (١).
اما عن الصفات التي يتحلى بها الكاتب فقد قال : «فان الكاتب يحتاج من نفسه ، ويحتاج منه صاحبه الذي يثق به في مهمات اموره ، الى ان يكون حليما في موضع الحلم ، مقداما فى موضع الاقدام ، ومحجما في موضع الاحجام ، لينا في موضع اللين ، شديدا في موضع الشدة. مؤثرا للعفاف والعدل والانصاف ، كتوما للاسرار ، وفيا عند الشدائد. عالما بما يأتى ويذر ويضع الامور في مواضعها. فقد نظر في كل صنف من صنوف العلم فاحكمه ، فان لم يحكمه شدا منه شدوا (٢) ، يكتفى به. يكاد يعرف بغريزة عقله وحسن ادبه وفضل تجربته ما يرد عليه قبل وروده ، وعاقبة ما يصدر عنه قبل صدوره ، فيعد لكل امر عدته ويهىء لكل امر اهبته» (٣).
واما ما يحتاج اليه الكاتب من المعارف ، فقد جاء فيه : «فنافسوا ، معشر الكتاب ، في صنوف العلم والأدب ، وتفقهوا في الدين. وابدأوا بعلم كتاب الله عزوجل ، والفرائض ، ثم العربية فانها ثقاف السنتكم ، واجيدوا الخط فانه حلية كتبكم ، وارووا
__________________
(٤) الوزراء والكتاب / ٧٤.
(٥) شدا بمعنى أخذ.
(٦) الوزراء والكتاب / ٧٤ ـ ٧٥.