من اولاد الكتاب ، فسموا له جماعة كان فيهم عبيد الله بن يحيى. فلما ذكر اسمه تذكر المتوكل على الله حديث الفرش الارمني ، فاختاره للكتابة (١).
ولم تزل منزلة عبيد الله تتقدم لدى الخليفة حتى امر ان يخلع عليه وان لا يعرض احد من اصحاب الدواين عليه شيئا ، وان يرفعوا اعمالهم الى عبيد الله ليتولى عرضها عليه. واجرى عليه في كل شهر عشرة الاف درهم. وقوى امر عبيد الله فحذف اسم القائد وصيف من التوقيع واثبت اسمه. ثم امر له الخليفة برزق الوزارة ، ثم خوطب بها (٢). ولشدة اعتماد المتوكل على الله على عبيد الله قلده كتابة ابنيه المعتز والمؤيد وضم اليهما بضعة عشر الف رجل وجعل تدبيرهم الى عبيد الله ايضا ، فصار وزيرا اميرا (٣). وقد ضم اليه توقيع ديوان العامة في سنة (٢٤٥ ه) فاستخلف ابن عمه يحيى بن عبد الرحمن بن خاقان (٤).
كان عبيد الله من خيرة الكتاب ، حسن الخط وله معرفة بالحساب والاستيفاء ، ورغم انه كان في تصرفاته بعض التخليط الا ان كرم نفسه وحسن اخلاقه ، ونزاهته وعفته ، غطت على عيوبه (٥). وقد اعجب به المتوكل على الله فرفعه واعلى مرتبته وولاه وامره ان يكتب : مولى امير المؤمنين ، وان يأمر كتاب الدواوين ان يوقعوا باسمه. فاستعفاه يحيى من ذلك. الا انه اخذ يولي العمال على الخراج والضياع والبريد والمعادن ، ويعين القضاة في جميع انحاء الدولة. وقد سلك في اعماله سيرة حسنة
__________________
(٩٠) نفس المصدر / ٨٣.
(٩١) نفس المصدر.
(٩٢) نشوار المحاضرة ٨ / ١٥ ـ ١٦.
(٩٣) الطبري ٩ / ٢١٧.
(٩٤) الفخري / ٢١٦.