والاتراك ، اتخذ الخليفة محمد بن الفضل الجرجرائي وزيرا (١). الا انه لم يلبث ان توفي السنة التالية (٢).
٥ ـ عبيد الله بن يحى بن خاقان :
كان المتوكل على الله قد صرف محمد بن الفضل الجرجرائي من الوزارة في سنة (٢٣٦ ه) واستكتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان. وكان اول معرفة المتوكل على الله به ، ان عبيد الله كان قد لازم الفضل بن مروان ، وهو يتقلد ديوان الضياع ، ويعاونه في الامور الكتابية. وصادف ان اهل ارمينية طلبوا من الفضل ان يمضي لهم مقاطعة في بلادهم فرفض رغم الحاحهم ولجوئهم الى كثير من اصحابه. فلجآوا الى عبيد الله بن يحيى فخاطب الفضل في امرهم بما جعله يستجيب لطلبهم. فحمل القوم الى عبيد الله خمسة الاف دينار فردها وقال ما كنت لآخذ على معروف ثمنا. فلما خرجوا الى ارمينية حملوا اليه فرش بيت ارمني جميلا جدا ببساط عظيم ومصليات واتخاخ ومخاد وستور ، وكتبوا عليه اسمه وكنيته. وكان المتوكل على الله حينذاك قد وكل بالطرق وامر الا يدخل شىء من الامتعة الا ان يعرض عليه. فلما عرضت عليه الهدية المذكورة استحسنها وسأل عن عبيد الله وعلاقته باهل ارمينية ، ولما اطلع على خبره معهم امر بتسليم الفرش اليه ، وقال هذا فتى يدل فعله على كبر همته (٣). ولما صرف المتوكل على الله محمد بن الفضل الجرجرائي عن الوزارة لم يعين وزيرا وامر اصحاب الدواوين ان يعرضوا عليه اعمالهم ، وجعل التوقيع للقائد التركي وصيف. ثم احتاج الى كاتب يكون بين يديه فأمر ان يطلب له حدث
__________________
(٨٧) الطبري ٩ / ٢٦٤ ، والكامل ٧ / ١٤٤ ، والفخري / ٢٢٠.
(٨٨) الكامل ٧ / ١٣٥.
(٨٩) نشوار المحاضرة ٨ / ٥١ ـ ٥٣.