المفوض ، وولاه المغرب وافريقية وعددا آخر من الولايات ، وضم اليه القائد موسى بن بغا. وولى اخاه العهد بعد جعفر ، وولاه المشرق وولايات اخرى وضم اليه القائد مسرور البلخي. وعقد لكل منهما لواءين اسود وابيض. واشترط ان حدث به حدث الموت وجعفر لم يكمل للأمر ، ان يكون الأمر لأبي احمد ثم لجعفر. واخذت البيعة بذلك على الناس (١). وبعث بنسخة من كتاب العهد مع القاضي الحسن بن محمد بن ابي الشوارب ليعلقه في الكعبة (٢). وذلك توثيقا للعهد وضمانا بعدم الخروج على ما جاء في الكتاب المذكور.
ولما مات الموفق في شهر صفر سنة ٢٧٨ ه بايع القواد والغلمان ابنه ابا العباس احمد بولاية العهد بعد المفوض ، ولقب بالمعتضد بالله ، فاخرج ابو العباس العطاء للجند ، وخطب يوم الجمعة التالي للمعتمد على الله ثم للمفوض ثم لأبي العباس المعتضد (٣). وفي السنة التالية خلع جعفر وبويع للمعتضد بولاية العهد بعد المعتمد على الله. وهناك روايتان عن كيفية خلع الأول ومبايعة الثاني. الراوية الاولى هي التي يذكرها الطبري اذ يقول ان جعفر المفوض خلع من ولاية العهد في اواخر المحرم سنة ٢٧٩ ه وبويع للمعتضد ، وانشئت عن المعتضد كتب الى العمال والولاة بأن أمير المؤمنين قد ولاه العهد وجعل اليه ما كان الموفق يليه من الأمر والنهي والولاية والعزل ، وخطب يوم الجمعة للمعتضد بولاية العهد (٤). ويفهم من هذا ان المعتضد هو الذي
__________________
(٣٩) الطبري ٩ / ٥١٤ ، والكامل ٧ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨.
(٤٠) الطبري ٩ / ٥١٤.
(٤١) الطبري ١٠ / ٢٢ ، والكامل ٧ / ٤٤٤ ، والمختصر في اخبار البشر ٢ / ٥٥
(٤٢) الطبري ١٠ / ٢٨.