السلطة بطبيعته ، ويميل الى اللهو والملذات ، وقد أمن جانب اخيه فترك له كل سلطاتها ليمارسها في تسيير شؤون الدولة ، بحيث غدا المعتمد على الله محجورا عليه ، فلم يستطع مجابهة اخيه ، فاضطر الى ان ينفس عن قهره وغلبته بالانصراف الى اللهو والاغراق في الملذات. الا ان ممارسة المعتمد على الله سلطاته كخليفة بين حين وآخر ، كتعيين الوزراء والولاة والقضاة ، وتوجيه بعض الامور ، وقيادة بعض الحملات العسكرية ، والاهتمام بالقضاء على الثورات ، وتشييد قصر المعشوق وغيره ، يجعلنا نميل الى الرأي الأول.
والواقع ان المعتمد على الله كان يمارس سلطانه في تعيين الوزراء والولاة والقواد منذ توليه الخلافة. فقد استوزر عبيد الله بن يحيى عند ما افضت اليه الخلافة (١). ولما مات عبيد الله استوزر الحسن بن مجلد (٢). ثم عزله واستوزر سليمان بن وهب (٣).
وقلد القائد التركي اماجور ولاية دمشق واعمالها في سنة ٢٥٦ ه (٤). ولما ظهر علي بن زيد بالكوفة وجه القائد كيجور الى محاربته (٥). ووجه القائد موسى بن بغا ، وهو كبير القواد الاتراك ، الى الري لحرب الحسن بن زيد الطالبي (٦). وسير في سنة ٢٥٧ ه احمد المولد الى البصرة لحرب صاحب الزنج (٧). وعقد
__________________
(١٩) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٧ ، ومروج الذهب ٤ / ١٩٩.
(٢٠) مروج الذهب ٤ / ١٩٩.
(٢١) الفخري / ٢٢٨.
(٢٢) الكامل ٧ / ٢٣٨.
(٢٣) نفس المصدر / ٢٣٩.
(٢٤) الطبري ٩ / ٤٧٤ ، والكامل ٧ / ٢٤٠.
(٢٥) الطبري ٩ / ٤٨٨ ، والكامل ٧ / ٢٤٦.