التوقيع» (١). ويظهر ان اوتامش كان جشعا لا يهمه من الوزارة غير احتواء الاموال «فعمد الى ما في بيوت الاموال من الاموال فأكتسحها» (٢).
وكان من اول اعمال المستعين بالله بعد ان تمت له الخلافة انه ابتاع في جمادى الأولى سنة ٢٤٨ ه من المعتز والمؤيد جميع ما كان لهما من الدور والقصور والضياع والفرش والامتعة وغير ذلك بعشرين الف دينار ، واشهد عليهما بذلك القضاة والشهود العدول ، ويقال ان قيمة ما ابتاعه من المعتز عشرة الاف الف دينار ، ومن ابراهيم المؤيد ثلاثة الاف الف دينار (٣). وكأنه بهذا قد صادرهما بطريقة مشروعة بشرائها بذلك الثمن البخس. ثم حبسهما في الجوسق ووكل بهما.
وعقد المستعين بالله في سنة ٢٤٩ ه لأبنه العباس على مكة والمدينة المنورة والبصرة والكوفة ، وعزم على ان يعهد اليه بولاية العهد ، ولكنه اخر ذلك لصغر سنه. فقال الشاعر ابو علي البصير قصيدة يستعجله البيعة بولاية العهد لابنه رغم صغر سنه يقول فيها (٤) :
بك الله احاط الدين وانتاش اهله |
|
من الموقف الدحض الذي مثله يردي |
فول ابنك العباس عهدك انه |
|
له موضع ، واكتب الى الناس بالعهد |
__________________
(٢٠) جمع الجواهر / ١٧٢ ـ ١٧٣.
(٢١) الطبري ٩ / ٢٦٣.
(٢٢) نفس المصدر / ٢٥٩.
(٢٣) مروح الذهب ٤ / ١٥٤.