وبينما يصفه ابن الطقطقي بانه كان مستضعفا في رأيه وعقله وتدبير ، ، وكانت ايامه كثيرة الفتن ، ودولته شديدة الاضطراب ، ولم يكن فيه من الخصال المحمودة سوى انه كان كريما وهويا (١) ، يقول عنه الاربلي انه كان سديد الرأي حسن التدبير (٢). ويقول السيوطي انه كان خيرا فاضلا ، اديبا بليغا ، وهو اول من احدث لبس الاكمام الواسعة فجعل عرضها نحو ثلاثة أشبار ، وصغر القلانس وكانت قبله طوالا (٣). ويقول عنه الذهبي انه كان مسرفا في تبدير الخزائن والذخائر (٤). وجاء عنه في فوات الوفيات انه كان خاملا يرتزق بالنسخ ، فلما جاءته الخلافة من حيث لا يحتسب قال :
جاء لطف الله بالأمر الذي لا ارتجيه |
|
فعلي ان اقضي حق الله فيه |
ويروي اعداءه البيت الثاني : ان اقضي حق الشرب فيه (٥). يمكن ان يستنتج مما قاله المؤرخون بشأنه انه كان ضعيفا خائر العزم ، مستسلما سهل القياد. فقد استوزر اول امره احمد بن الخصيب ، الا ان انقياده للقواد الاتراك اضطره الى ان يستوزر القائد التركي اوتامش ، وهو ابن اخت بغا الكبير. وكان المتولي لامور اوتامش كاتبه شجاع بن القاسم الذي يقول عنه الحصري «انه امي لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم ، وانما علم علامات يكتبها في
__________________
(١٥) الفخري.
(١٦) خلاصة الذهب المسبوك / ٢٢٩.
(١٧) تاريخ الخلفاء / ٣٥٩.
(١٨) شذرات الذهب ٢ / ١٢٦.
(١٩) فوات الوفيات ١ / ١٢٦.