ويقال ان احد الكتاب رأى في المنام في الليلة التي استخلف فيها المنتصر بالله كأن قائلا يقول (١) :
هذا الامام المنتصر |
|
والملك الحادي عشر |
فأمره اذا أمر |
|
كالسيف ما لاقى بتر |
وطرفه اذا نظر |
|
كالدهر في خير وشر |
لا غرابة في حدوث الأحلام التي أشرنا اليها اذا ما نظرنا اليها على ضوء علم النفس الحديث. فأن الأفكار والذكريات المؤلمة التي لا يقوى الانسان على تحملها ، اما لتألمه منها او لنفرته عنها ، تتجمع بتأثير قوة نفسية خفية في غياهب لا شعوره ، وذلك ما يدعى بالكبت. وان بعض الرغبات والأماني التي يعلل الفرد بها نفسه ويتمناها في يقظته ، ثم يكبتها لسبب ما ، فان الأحلام تتولى غالبا تحقيقها بالتعبير عنها بشكل صريح مكشوف ، او بصورة رمزية مقنعة تحتاج الى التفسير والتأويل. وهناك نوع من الاحلام ينبىء عن حوادث مقبلة. وتقوم مثل هذه الاحلام على توقع الشخص لا شعوريا بحدوث امر معين ، فيظهر له في الحلم ما توقعه.
اما مجتمع سامرا الذي هزته حادثة اشتراك المنتصر بالله في مؤامرة اغتيال ابيه ، وتوليه الخلافة بعده ، ثم شيوع قصة البساط وصورة الملك قاتل ابيه وموته بعده بستة اشهر ، فقد شغلته هذه الأفكار. يقول الطبري «ولم ازل اسمع الناس حين
__________________
(٦٤) نفس المصدر / ١٣٧.