وذكر عن احمد بن صالح صاحب المصلى انه قال : كان لابي مؤذن فرآه بعض اهلنا في المنام كأنه أذن أذانا لبعض الصلوات ، ثم دنا من بيت فيه المنتصر بالله فنادى يا محمد ان ربك لبالمرصاد (١). وقال عبد الملك بن سليمان بن ابي جعفر : رأيت في منامي المتوكل على الله والفتح بن خاقان وقد احاطت بهما نار ، وقد جاء المنتصر بالله فاستأذن عليهما ، فمنع من الوصول اليهما ، ثم اقبل المتوكل على الله عليّ فقال لي يا عبد الملك قل لمحمد بالكأس الذي سقيتنا تشرب ، فلما اصبحت غدوت على المنتصر بالله فوجوته محموما ، فواظبت على عيادته فمات من ذلك المرض ، وسمعته يقول في مرضه عجلنا فعوجلنا (٢).
وكان وزير المنتصر احمد بن الخصيب غضب على احد عماله وقرر ان يصادره ، فعلم ابن ذلك العامل ما ازمع عليه الوزير ، فاراد ان يخبر اباه بذلك ليتخذ الحيطة. فزاره بعض كتاب الديوان وجلس عنده. يقول ابن العامل : وشغلت عن جليسي فاتكأ على الوسادة وغفا ، ثم انتبه مرعوبا وقال انه رأى رؤيا عجيبه ، فقد رأى الوزير ابن الخصيب واقفا يقول : يموت الخليفة المنتصر بالله الى ثلاثة ايام. فقلت له : ان الخليفة في الميدان يلعب بالصولجان وهذه الرؤيا ضرب من الأوهام. فما استتما كلامهما حتى دخل عليهما داخل يقول : ان الخليفة انصرف من الميدان وهو عرق فدخل الحمام ونام في البادهنج فضربه الهواء ، وركبته حمى هائلة (٣).
__________________
(٦١) الطبري ٩ / ٢٥٥.
(٦٢) مروج الذهب ٤ / ١٣٤.
(٦٣) نفس المصدر / ١٣٣.