خاتمين آخرين ، نقش على احدهما «يؤتى الحذر من مأمنه» وعلى الآخر «انا من آل محمد ، والله ولي محمد» (١). وقد يكون اتخذ الخاتم الأخير ليدل على ولائه لآل البيت وحبه للعلويين وعطفه عليهم. على ان الخطيب البغدادي يذكر ان نقش خاتمه كان «محمد رسول الله» وان له ختما آخر نقش عليه «المنتصر بالله» (٢).
٣ ـ ولاية العهد :
بعد ان استتب الامر للمنتصر بالله اخذ الوزير احمد بن الخصيب يحذر القواد الذين تآمروا على اغتيال المتوكل على الله من انتقام ابنائه الآخرين اذا ما تولى احدهم الخلافة ، ولا سيما المعتز ولي العهد والمؤيد الذي كان يليه في ولاية العهد. مما جعلهم يتوجسون خيفة منهما ، ويرون ان سلامتهم وامنهم رهينان بابعادهما عن تولي الخلافة. وقد سبق ان ذكرنا ان المتوكل على الله قد اخذ العهد لاولاده الثلاثة بكتب كتبها وشروط اشتراطها ، وخصص لكل منهم جزء من اقاليم الدولة ، وجعل محمد المنتصر ولي عهده وبعده المعتز ثم يليه المؤيد. واخذت البيعة بهذا على الناس. ولذا عمل ابن الخصيب والقواد الاتراك على خلع الاخوين من ولاية العهد ليأمنوا انتقامهما لأبيهما ، والحوا على المنتصر بالله في الأمر وزينوا له ان يولي ابنه عبد الوهاب العهد من بعده.
__________________
(٢٤) العقد الفريد ٥ / ١٢٣.
(٢٥) تاريخ بغداد ٢ / ١٢٠.