الخصيب كاتبا للمنتصر ، واحمد بن اسرائيل كاتبا للمعتز ، ومحمد بن علي المعروف كاتبا للمؤيد (١). واحضر المتوكل على الله القضاة ووجوه الناس من البلدان الى سامرا لبيعة ولاة العهد ، وبعث خواصه الى الأمصار ليأخذوا البيعة لهم ، ووزع الجوائز ، واعطى الجند ارزاق عشرة اشهر (٢). وكتب بولاية العهد كتابا مفصلا باربع نسخ وقعها الشهود بحضرته وامر ان تحفظ نسخة منها في خزانته ، وعند كل واحد من اولياء العهد نسخة (٣).
سار المتوكل على الله في امر ولاية العهد على نهج جده هارون الرشيد الذي عهد لأبنائه الأمين والمأمون والمؤتمن بكتاب موثق اودعه في البيت الحرام سنة ١٨٦ ه وجعلهم متعاقبين في تولي الخلافة (٤). ولم يتعظ بما نشب من الخلاف بين الأمين والمأمون وما ترتب عليه من نتائج خطيرة وكيف ان المأمون عهد بالخلافة من بعده لأخيه ابى اسحاق دون القاسم المؤتمن الذي نص عليه عهد الرشيد. كما يلاحظ ان كتاب المتوكل على الله تجاهل بقية ابنائه ، وكان فيهم طلحة الملقب بالموفق الذي اثبتت الحوادث فيما بعد انه اكفأ اولاده واقدرهم.
٤ ـ مؤامرة قتله :
انتهت حياة المتوكل على الله بعد حكم دام خمسة عشر عاما ، وهو اول خليفة يقتل في سامرا. ويمكن حصر الأسباب التي ادت
__________________
(٣٦) الطبري ٩ / ١٧٥ ـ ١٧٦ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٧ ، والكامل ٧ / ٤٩ ـ ٥٠.
(٣٧) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٧ ، والنجوم الزاهرة ٢ / ٢٨٦.
(٣٨) نص الكتاب في الطبري ٩ / ١٧٦ ـ ١٨٠.
(٣٩) الطبري ٨ / ٢٧٨ ، ومروج الذهب ٣ / ٣٦٤ ، والكامل ٦ / ١٧٣.