اليوم الحادي عشر من حزيران ، وسمي ذلك بالنيروز المعتضدي (١).
لقد وصف المتوكل على الله بالكرم الزائد الذي يصل الى حد التبذير ، حتى قيل : ما اعطى خليفة شاعرا ما اعطى المتوكل على الله (٢). فقد انشده علي بن الجهم شعره الذي مطلعه :
هي النفس ما حمّلتها تتحمل |
|
وللدهر ايام تجور وتعدل |
وفي يد المتوكل جوهرتان فأعطاه التي في يمينه ، فاطرق ابن الجهم متفكرا في شىء يقوله ليأخذ التي في يساره ، ففطن وقال : مالك متفكرا ، انما تفكر فيما تأخذ به الأخرى ، خذها لا بورك لك فيها (٣). ولكثرة ما انفقه المتوكل على الله ايام خلافته ، قال المسعودي : «وقد قيل انه لم تكن النفقات في عصر من الأعصار ولا وقت من الأوقات مثلها في ايام المتوكل على الله ... مع كثرة الموالي والجند والشاكرية ودرور العطاء لهم ، وجليل ما كانوا يقبضون من الجوائز والهبات» (٤). وقد انفق على اعذار ابنه المعتز ستة وثمانين الف الف درهم (٥). ووصفت ايامه بانها كانت حسنة فاخرة كثيرة الخير (٦). وانها «كانت احسن ايام وانضرها من استقامة الملك وشمول الناس بالأمن والعدل» (٧).
__________________
(٢١) الطبري ١٠ / ٣٩ ، والكامل ٧ / ٤٦٩.
(٢٢) تاريخ الخلفاء / ٣٥٠.
(٢٣) العقد الفريد ١ / ٣٢١.
(٢٤) مروج الذهب ٤ / ١٢٢.
(٢٥) الديارات / ١٥٥.
(٢٦) مشاكلة الناس لزمانهم / ٣٢.
(٢٧) مروج الذهب ٤ / ٨٦.