سنة ونصف ، وذلك لصلابة الارض التي يمر فيها مما لا يساعد على الحفر العميق. اما موضوع اجماع المنجمين على قرب نهاية اجل المتوكل على الله ، فامر لا يخلو من ان تهديد القواد الاتراك باغتياله قد شاع بين الناس آنذاك ، وان ظواهر الامور تدل على رجحان كفة الاتراك وقرب تحقيق ذلك ، فاستغل المنجمون الأمر لاظهار براعتهم فادعوا ان حساباتهم تعطي تلك الدلالة.
٣ ـ القصر الجعفري :
بنى المتوكل على الله في المدينة التي اسسها في الماحوزة قصرا سماه باسمه «القصر الجعفري». يقول عنه اليعقوبي : «وانتقل المتوكل الى موضع يقال له الماحوزة .. وبنى هناك مدينة سماها الجعفرية. وبنى فيها قصرا لم يسمع بمثله» (١). ويقول عنه ابو الفداء في حوادث سنة ٢٤٦ ه «وفيها تحول المتوكل الى الجعفري وكان قد ابتدأ في عمارته سنة ٢٤٥ ه وانفق عليه اموالا تجل عن الحصر» (٢). اما ياقوت الحموي فقد قال عن هذا القصر : «الجعفري : هذا اسم قصر بناه امير المؤمنين جعفر المتوكل على الله بن المعتصم بالله قرب سامرا بموضع يقال له الماحوزة. وفي سنة ٢٤٥ ه بنى المتوكل الجعفري وانفق عليه الفي الف دينار .. لأن الدراهم كانت في ايام المتوكل كل خمسة وعشرين درهما بدينار ، فيكون عن الفي الف دينار خمسون الف الف درهم. ولما عزم المتوكل على بناء الجعفري تقدم الى احمد بن اسرائيل باختيار رجل يتقلد المستغلات بالجعفري من قبل ان يبنى ، واخراج فضول ما بناه الناس من المنازل ، فسمى
__________________
(٣٦) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٢.
(٣٧) المختصر في اخبار البشر ٢ / ٤١.