جعلت من المرايا (١). ويظهر انهما قصدا بذلك الفسيفساء المزججة والمذهبة المشار اليها. وكان هرزفيلد قد فسر المينا بالموزاييك اي الفسيفساء (٢). ويلاحظ ان المحور الرئيس للمحراب يشير الى ان اتجاه القبلة فيه يقع على ١٩٨ درجة و ٣٠ دقيقة على حين ان القبلة تقع على ١٩٦ درجة و ٤٦ دقيقة ، اي ان اتجاه الجدار يرجع درجة واحدة و ٤٤ دقيقة الى الشرق (٣). وهذا يتفق مع ما يقوله اليعقوبي عن سامرا «واسمها في الكتب المتقدمة زوراء بني العباس ويصدق ذلك ان قبل مساجدها كلها مزورة ، فيها ازورار ، ليس فيها قبلة مستوية» (٤).
وكشف التنقيب عن وجود بابين صغيرين على جانبي المحراب احدهما عن يمينه والآخر عن يساره ، وهما يؤديان الى بناية صغيرة كانت قائمة خلف المحراب. وقد قيل عن هذه البناية انها ربما كانت مكانا لاستراحة الخليفة اذا جاء للصلاة ، لأن قصور الخلفاء في سامرا كانت بعيدة عن المسجد الجامع. كما قد يكون احد البابين قد خصص لدخول الامام المسؤول عن الجامع كي لا يتخطى المصلين من ظهورهم اذا جاء للصلاة بهم (٥).
النافورة :
كان صحن الجامع واسعا فسيحا ، وبعد رفع الركام المتجمع فيه ظهرت في وسطه آثار تدل على انه كانت هناك نافورة مدورة كبيرة. وقد اشار اليعقوبي اليها في معرض كلامه عن بناء الجامع
__________________
(٥٩) خلاصة الذهب المسبوك / ٢٢٢.
(٦٠) Creswell ,E.M.A.P : ٧٧٢.
(٦١) ري سامراء ١ / ٢٨٤ ه.
(٦٢) كتاب البلدان / ٢٦٨.
(٦٣) مجلة سومر العددان ١ و ٢ من سنة ١٩٦٩ / ١٤٨.