بقوله «وجعل فيه فوارة ماء لا ينقطع ماؤها» (١). وقال ياقوت الحموي ان المتوكل على الله «اشتق من دجلة قناتين شتوية وصيفية تدخلان الجامع وتتخللان شوارع سامراء» (٢). وبذلك تأمن استمرار تدفق المياه من النافورة.
وقد اظهرت تنقيبات هرزفيلد ان الحوض كان يرتكز على قاعدة اسطوانية بنيت بالآجر بمونة الكلس والرماد وكسيت بالرخام. وعثر في الانقاض المجاورة للنافورة على قطع من اعمدة رخامية واجزاء من تيجانها ، وزخارف جصية مذهبة ، وقطع من الفسيفساء الزجاجية. ويرجح من وجود بقايا الأعمدة الرخامية حول قاعدة الحوض انه كان ثمة سقف فوق النافورة تحمله هذه الأعمدة (٣). ووصف حمد الله المستوفي الحوض المشار اليه بأنه كان قطعة واحدة من الحجر محيطها (٢٣) ذراعا ، وارتفاعها (٧) أذرع وسمكها نصف ذراع ، وكانت تعرف بكأس فرغون (٤). واشار المؤرخ ابن الفوطي في حوادث سنة (٦٥٣ ه) الى انه في هذه السنة «حملت القصعة المعروفة بقصعة فرعون من سر من رأى الى بغداد في كلك ، ورفعت تحت دار الخليفة ، وكانت عظيمة جدا ، فلم تزل حتى سنة (٦٥٧ ه) ثم كسرت» (٥).
وسبق ان ذكرنا ان الحوض الكبير الذي كان يتوسط الدار المربعة في جناح الحريم من دار العامة كان من الكرانيت المصري وانه يعود الى عهد الفراعنة ، ولذا يمكن القول بان حوض الجامع الكبير وهو صخرة عظيمة مجوفة كان قد جلب من مصر ايضا مع
__________________
(٦٤) كتاب البلدان / ٢٦٥.
(٦٥) معجم البلدان ٣ / ١٧٥.
(٦٦) ري سامراء ١ / ١١١.
(٦٧) نفس المصدر.
(٦٨) الحوادث الجامعة / ٣٠٦.