ليلة عند النوم يضع أناسا تحرسه كل الليل. له ولدان شباب ووالدته وأخ أصغر منه. فتحدثنا معهم بخصوصه وما السبب حتى اعتراه هذا الداء. فأخبرونا أنه حين كان ولدا ابن عشر سنين وقع في جب ماء فاختل عقله. وكلما تقدم بالعمر تزداد علته وكذلك كلما زاره ٢ / ٣٠ أحد [يعاوده هذا الوسواس]. / ومن جديد الان ، منذ نحو شهرين ، كلما جاء أحد عنده يظن أنه يريد أن يقطع رأسه ، حتى يأخذه إلى ابن سعود ، أعني الوهابي ، مع أن قبيلتنا (١) فقط محبوبة عند الوهابي ، ونحن نعدّ من أتباعه (٢) ، ونعطيه كل سنة عشر المال حتى نخلص من شره. ولا يوجد في قبائل حوران وبلاد الجليل وكامل عربستان (٣) من هو راض بالوهابي مثلنا ومحبوب عنده.
فابتدأنا نتكلم معه (٤) ونآنسه بالكلام ، وهو يرد علينا بالصواب ويتكلم معنا بكل رقة وظرافة. وأمه من طائفة قديمة ، وآباؤه وأجداده أمراء سابقا يأخذون صرة من الحج ، كل سنة عشرة أكياس. وله أخوة على قرى الشام وحوران إلى حد البحر الميت. ويأخذ هو أيضا مثلما يأخذ دوخي ابن سمير أمير ولد علي.
ثم فتحنا بضائعنا وبعنا وتعرفنا بكثير منهم ، واستقمنا عندهم أحد عشر يوما. وكان العربان قد غرّبوا وامتلأت الأرض منهم ، فاقتضى أن نذهب إلى دمشق (٥) ، حتى نأخذ باقي حوائجنا ودراهمنا ، لأن الذي كان معنا رجع منه شيء قليل جدا. وما بقي بددته النفقات والكراء والبخاشيش.
__________________
(١) الضمير يعود إلى ولديّ الأمير وأخيه.
(٢) في الأصل : «ونحن محسوبين على كيسه».
(٣) «عرب بستان».
(٤) أي مع الأمير سلامة.
(٥) الشام.