قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلة فتح الله الصايغ الحلبي

رحلة فتح الله الصايغ الحلبي

رحلة فتح الله الصايغ الحلبي

تحمیل

رحلة فتح الله الصايغ الحلبي

75/347
*

ومرادهم تنكيس بيت ملحم نكاية بناصر. فبلغ الخبر العجوز (١) مهنا فانحصر جدا وأمسك بذقنه وقال : يا ناصر ، أتريد أن تهان هذه الشيبة عند آخرتها؟ غدا يذهب العربان جميعهم ويلتحمون (٢) مع الدريعي بن شعلان ، ويحضرونه إلى هذه الديرة ويملكونه إياها ، غصبا عنا وعن العثماني ، فإذا حصل ذلك فأين يكون لنا مأوى ، فنضطر أن نهجّ (أي ننهزم) إلى عند ابن مسعود (أعني الوهّابي) ، حتى يحمينا من شر الدريعي وفعله المشهور. أما تذكر الله يا شين (أعني يا ردي).

فبعد ذلك جلست أنا والشيخ إبراهيم وأفهمته كامل ما حصل. فسكت حصة وقال : يا ولدي ، اعلم أن هؤلاء الناس غير نافعين لصالحي لأن الوئام لا يوجد بينهم وبين العشائر ، ومرادي أن أتقدم إلى ناحية بغداد ، إلا أن هؤلاء الأقوام ، بسبب العداوة وعدم المحبة بينهم وبين العربان ، لا يستطيعون التقدم إلى المشرق ، بل إن من صالحهم أن يبقوا دائما في نواحي البلاد تحت نظر العثماني. ولذا علينا أن نقضي هذا الصيف معهم ، ومتى حان الربيع ندبر أحوالنا. ثم قال لي : أريد منك أن تستخبر ، بكل لباقة ، من أحد العربان ، عن الدريعي ومن يكون من الناس وما هي أحواله وما هي أطباعه ، وإذا كانت إقامته دائما في نواحي ديرة بغداد أم أنه يتقدم أكثر فأكثر إلى نواحي المشرق (٣) ، حيث لي بذلك مصلحة كبيرة. فابتدأت أبحث عن من يخبرني بمطلوبي ولا يكون من عرب مهنا ، فوجدت واحدا من ٢ / ٢٣ البدو يسمى عبد الله الشاعر ، من دير الشّعّار / قرية على حافة نهر الفرات ، واستخبرت منه عن الدريعي. وبما أنه شاعر فهو يعرف جميع العربان وأحوالهم ، فأخبرني عن الدريعي وأحواله ١ / ٤٥ ومزاياه بالتفصيل ، وصرنا نتسامر بخصوص الحال الواقع من ناصر (٤) ، / فقلت له : يا عبد الله (هذا اسمه) ، إن الناس تلهج بذكر الدّريعي كثيرا ، فمن هو هذا الرجل من الناس. قال : يا سيدي إن الدريعي رجل عظيم بين أبناء عصره ، شجاع ، عظيم بالحرب شديد بالقتال ، جرّبته المعارك ، فارس لا يوصف ، له معارك شتى انتصر بها جميعا مع العرب على الحضر ، حتى أنه لا يحسب حساب الوهابي نفسه. ومن جملة أفعاله أنه كسر أرضي (٥) وزير

__________________

(١) في الأصل : «الاختيار» ، ويريد الصائغ أن يقول : الختيار أي الرجل المسن.

(٢) أي يصبحون لحمة واحدة.

(٣) أي إلى جهات الإيران وحدود الهند.

(٤) تتمة الكلام صفحة ١ / ٤٥ و٢ / ٤٥ و١ / ٤٦ من المخطوطة.

(٥) جيش.