بنوع أن المشلح الواحد يكفي لامرأتين](١). وهن حافيات بلا نعال (٢) ، مثل نساء عرب البادية ، إلا أنهن يزدن عليهن الغطاء (٣) ، وملابسهن كملابس نساء العرب إلا أنهن لا يقتنين الحرير ، لأنه محرم عندهن. يشككن في عراقياتهن (٤) ذهبا ، وفي طرف شملاتهن أيضا.
عندهم بساتين خارج البلد ، في الوادي ، بها أنواع الفواكه ، مثل الموز والتين والرمان والبلح والليمون والبردقان وقصب المص والبطيخ الأصفر والعجور وجوز الهند ، ومأكولهم لحم الجمل وحليب النوق ولحم الضأن (٥) قليلا ، ويزرعون الحنطة سقيا ، وأكثر ما عندهم الذرة البيضاء والصفراء ويستعملونها للخبز والطبخ أيضا ، ويكثر عندهم الدجاج. وأكلهم قليل جدا وهم يشبعون بأقل شيء. ومصروفهم قليل جدا أيضا لأنهم جميعا يزرعون على نفقتهم (٦) ذرة وحنطة ، ولهم مواشي وخيل ، وملبوسهم متواضع لا يكلف دراهم كثيرة ، وأكلهم كذلك لا يقتضي له نفقة كبيرة ، وكل شيء بأرخص الأثمان (٧) ، وليس هناك ما يباع من لبس أو أكل ويحوج إلى صرف الدراهم. والشيء الذي ينقصهم مهما كان يجلبه لهم أهالي ينبع بحرا إلى مكا (٨) ، كرسي اليمن المحل الذي يخرج منه كميات القهوة ، لا مكة التي بها قبر محمد ، بل إلى مكا ، بلد عظيم ، من تخم (٩) صنعاء اليمن بالقرب إلى ديرة الجوف ، التي بينها (١٠) وبين باب المندب ستة أيام لا غير ، وهي تابعة لليمن ولكن مالكها ٢ / ١١٠ الوهابي / ، بلدة كبيرة جدا بقدر مدينة حلب ، يعطي سكانها الجزية للوهابي ويخافون منه كثيرا. فأهالي مكا يأتون باللوازم للدرعية ويبيعونها ويشترون منها غنما وجمالا ومشالح وخيلا وما يلزمهم ، لأن كل نهار أربعاء يوجد سوق (١١) بالدرعية للبيع والشراء من مواشي ولباد
__________________
(١) يقول الصايغ : «مرتين في مشلح واحد».
(٢) «لبّاسات».
(٣) «فقط ذايدين بالغضا [ـ بالغطاء] عليهم».
(٤) «عراقيهم».
(٥) «الضان».
(٦) «كيسهم».
(٧) «ببلاش».
(٨) يريد الصائغ مدينة مخا على ساحل البحر الأحمر.
(٩) تخم ج تخوم : حدود.
(١٠) أي مخا.
(١١) «بازار».