جليتها ، / / وتعهد لنا بإدخال كثير من القبائل معنا واتحادهم في رباطنا. ونحن وضعنا أملنا به لأنه رجل ذو عقل وتدبير ، طاعن بالسن ، مسموع الكلمة ، وعملا بالرباط تعهدنا أن نعيد كل الأسراء (١) ، وهو يرسل إلينا الأسراء الذين عندهم وأخذ على نفسه أن يهتم بأمورنا بكل رغبة ومحبة ثم أفهمناه مرادنا // (٢) فقال : يا جماعة إني قد فهمت المادة جيدا ، وعرفت الغاية من جميع ذلك ، إنما العداوة مع الوهابي لا معنى لها ولا علاقة لها بهذا الأمر ، لأن الرجل في بلاده ونحن في ديرتنا نفعل ما نشاء ، وهذه العداوة تؤدي إلى سفك الدماء ، وذهاب الرجال والأموال وتحميل أثقال شتى من غير فائدة لنا ، وليس هناك أمر ضروري يحوج إلى ذلك. فقلنا : يا صقر كل منا يعرف وجعه ، فاعلم أيها العزيز (٣) / أن الوهابي اليوم متقوي جدا ، وأخذ يملك البلاد وعمل نفسه ملكا ، وإلى الآن صارت بيده بلاد اليمن والحجاز ، حتى أنه ملك مكة المكرمة والمدينة ، وهو يرسل جيوشه إلى أماكن أخرى ، حتى وصل إلى ديرة عربستان (٤) وقرب من الشام كما هو معلوم. ونحن نرى أن العثماني غير قادر على رده ، وهو لم يزل يمتد ويملك ، فإذا ملك سورية فمن المعلوم أنه سيزحف (٥) ويملك بغداد وديرتنا هذه مع التمادي ، وإذا امتد ملكه وصارت سورية في يده وهذه الديره ، لا يعود يتم لنا أمر وتتعطل أشغالنا لأسباب كثيرة. أولا بسبب رفضه وتمسكه بأمور الديانة وشدة بغضه للملة النصرانية ، ونحن نصارى ، والجيش الذي يريد أن يمر بهذا الطريق نصراني أيضا ، فلا يمكن أن يتفق معنا ويسمح لنا بذلك ، ثانيا لربما افتكر أنها حيلة عليه من طرف العثماني لأجل خرابه وتدميره ، فعلى هذا الجيش النصراني أن يحارب في وسط الصحراء (٦) ، وأنتم تكونون يومئذ معه وتحت أمره ، وإذا لم تساعدونا بالحرب وتركتونا وحدنا في البرية نهفى ونموت من الجوع والعطش ، لأن جيشنا لا يعلم كيف يسلك في البراري ، وإذا العرب لم تساعد وتعين على الركوب ، وتدل على المسالك ، وتنقل الماء والأكل والشرب ، وتمشي أمام عسكرنا ، لا يمكننا الوصول إلى الهند. ثالثا إن سلطاننا الذي نحن في خدمته له عدو كبير ، والبحر بيد هذا
__________________
(١) «اليساره».
(٢) وضع الصائغ علامة في المخطوطة كما لو كان يريد أن يكون هذا المقطع في مكان آخر ولكن لم تظهر لنا حقيقة ذلك.
(٣) في المخطوطة إشارة إلى أن تتمة الكلام في صفحة ١ / ٦٦.
(٤) «عرب بستان».
(٥) «يسحف».
(٦) «الجول».