فقال : إن الله عز وجلّ مقلّب القلوب والابصار
، ولكن قل كما أقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
.
وهذا ـ كما ترى ـ منتهى الأمانة في
النقل ، وغاية الحيطة في ضبط النص فالإمام عليه السلام لم يرض باضافة كلمة واحدة يقبلها السياق ، وليس فيها محذور .
والحال أن ضبط النص من مهمات الاُمور ، ومن
مقتضيات الأمانة العلمية ، فربّ لفظة حذفت أو زيدت أو حرّفت ، فكانت النتيجة إباحة دماء ، واستحلال محارم . . .
.
فالنص أمانة بين يدي محققه ، وليعلم ان
الكتاب عند مؤلفه كولده وفلذة كبده . . . فهل تراه يرضى بتحريفه وتصحيفه ، أو تبديله وتغييره ؟ !
وكان علم الحديث الشريف أهم حافز
لعلمائنا رحمهم الله على ممارسة هذا الفن ـ وان لم يسمّوه باسمه المعروف الآن ـ وعلى البلوغ به مستوى عالياً دونه كل الاعمال التي ظهرت عند الآخرين بعد فترة طويلة من الزمان .
فكان التحقيق في ضبط نصوص الأحاديث ، والحيطة
فيها وعليها ، بحيث شاعت مصطلحات خاصة . . . سماع ، إجازة ، مقابلة ، بلاغ . . . وشاع إثبات ما في النسخ الاُخرى أو الروايات الاخرى في هامش الحديث الشريف إن اختلفت في لفظه ولو كانت تلك اللفظة ( واو ) العطف أو ( أو ) التخيير ، أو كانت زيادة نقطة
على الحرف أو إهمالها .
وانتقل هذا الفن الى العلوم الاُخرى ، فكان
لضبط النص ـ أدبياً كان أم علمياً ـ أهمية ـ عند علمائنا ـ بالغة .
.
. . . . . . . . . . . . . .
واُودعك أخي القارىء على أمل اللقاء في
حلقة اُخرى من هذا البحث تطرق جوانب اُخرى من هذا الفن الواسع الممتع . . .
للبحث صلة . . .
______________________________