فقال : «إنّ الله سيؤديها عنك» فو الذي نفس سلمان بيده لقد وزنت لهم منها أربعين أوقية ، فأديت إليهم وعتق سلمان ، وكان الرق قد حبسني حتى فاتني مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بدر وأحد ثم عتقت فشهدت الخندق ثم لم يفتني معه مشهد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
__________________
ـ رجاله رجال الصحيح. وابن حبان في «الثقات» ١ / ٢٤٩ والطبراني كما في «المجمع» ٩ / ٣٣٧ ـ ٣٤٠.
وقال الهيثمي : رواه أحمد والطبراني في الكبير بأسانيد واسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبراني رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع ـ فزالت عنه شبهة التدليس ، ورجال الرواية الثانية أنفرد بها أحمد ورجالها رجال الصحيح غير عمرو بن أبي قرة الكندي وهو ثقة.
وأخرجه الحاكم في «المستدرك» ٣ / ٥٩٩ ـ ٦٠٢ بطريقين من غير طريق محمد بن إسحاق قال في الأول : هذا حديث صحيح عال في ذكر إسلام سلمان ولم يخرجاه وتعقبه الذهبي بقوله مجمع على ضعفه.
وقال في الثاني : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي بأن فيه ابن عبد القدوس وهو ساقط.
وأبو نعيم في «الحلية» ١ / ١٨٥ ـ ٢٠٨ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٤٩ ـ ٥١ باختصار ، وفي «دلائل النبوة» ١ / ٨٧.
والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٥ ، وما بعدها مطولا ومختصرا بأسانيد كلاهما من طريق ابن إسحاق بعضها ضعيفة فيه أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وهو ضعيف وبعضها حسنة.
وأورده ابن سيد الناس بسند ابن إسحاق في «عيون الأثر» ١ / ٦٠ ، وبعدها والذهبي بسنده بطرق عن محمد بن إسحاق بإسناده مثله في «سير النبلاء» ١ / ٣٦٢.
قلت : إسناد ابن إسحاق وابن سعد وأحمد والبزار والطبراني وطريق للخطيب حسن.
وقال ابن حجر : «ورويت قصة سلمان من طرق كثيرة من أصحها ما أخرجه أحمد من حديث نفسه وأخرجها الحاكم من وجه آخر عنه أيضا ـ قلت : وهو ضعيف كما تقدم ـ. وأخرجه من حديث بريدة وعلّق البخاري طرفا منها ـ قلت : في (٥ / ٣١٥) باب شراء المملوك من الحربى ـ وفي سياق قصته في إسلامه إختلاف يتعسر الجمع فيه». انظر «الإصابة» ٢ / ٦٢.
قلت : يرجح سياق محمد بن إسحاق في إسلامه الذي رواه من طريقه ابن سعد وأحمد وغيرهما ، وهو أصح ما ورد في قصة إسلامه. والله أعلم. ـ