ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قباء (١) وأنا أعمل لصاحبي في نخل له ، فو الله إني لفيها إذ جاءني عم له (٢) ، فقال فلان : قاتل الله بني قيلة (٣) والله إنهم الآن لفي قباء مجتمعون على رجل جاء من مكة يزعمون أنه نبي ، فوالله ما هو إلا أن سمعتها وأخذتنى العرواء (٤) : يقول (٥) : الرعدة ، حتى ظننت لأسقطن على صاحبي ، فنزلت (٦) أقول ما هذا الخبر؟ ما هو؟ فرفع مولاي يده فلطمني لطمة شديدة فيقول : (فقال) (٧) : ما لك ولهذا؟ أقبل قبل (٨) عملك فقلت : لا شيء إنما سمعت خبرا فأحببت أن أعلمه ، فلما أمسيت وكان عندي شيء من طعام فحملته فذهبت إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو بقباء فقلت : إنه بلغني أنك رجل صالح ، وأن معك أصحابك (٩) غرباء وقد كان عندي شيء (١٠) من الصدقة ،
__________________
(١) قباء : بالضم أصله اسم بئر عرفت القرية بها ، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار (وتقع جنوب المدينة على بعد ٣ كم يعني ميلين من المدينة المنورة على يسار القاصد لمكة).
انظر «معجم البلدان» ٤ / ٣٠١.
(٢) أي عم لصاحبه وسيده.
(٣) قيلة : هي بنت كاهل بن عذرة بن سعد .. انظر «سيرة ابن هشام» ١ / ٢٠١.
(٤) العرواء ، الرعدة ، مثل الغلواء ، وهي قرة الحمى ومسها في أول ما تأخذه بالرعدة. انظر «لسان
(٥) عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٧٨ : فرجعت النخلة حتى ... الخ.
(٦) في المصدر السابق : فنزلت سريعا.
(٧) بين القوسين من الأصل غير موجود في أ ـ ه.
(٨) عند ابن سعد : (على) وهكذا في ن ـ أ ـ ه.
(٩) في ن ـ أ ـ ه ، أصحابا.
العرب» ٢٥ / ٤٥.
(١٠) وهكذا عند أحمد ولكن عند الترمذي في الشمائل ص ٣٧ جاء سلمان إلى النبي بمائدة عليها رطب ... الخ. ولا يعارضه ما ورد أن عليها تمر لأن رواية التمر ضعيفة ، هكذا ذكر الباجوري في شرحه على الشمائل ، ثم قال أيضا لا يعارضه ما رواه أحمد والبزار بسند جيد عن سلمان ، قال : فاحتطبت حطبا فبعته ... الخ. وما رواه الطبراني بسند جيد فاشتريت لحم جزور بدرهم ثم طبخته .. الخ لاحتمال تعدد الواقعة ـ أو أن المائدة كانت تشتمل على الرطب والتمر ـ واللحم وخصّ الرطب لكونه أعظم.
انظر «شرح الباجوري» على الشمائل ص ٣٥.