وابن جبير : موزون مقدر بقدر. وقال الزمخشري قريبا منه قال : وزن بميزان الحكمة ، وقدر بمقدار يقتضيه لا يصلح فيه زيادة ولا نقصان. وقال ابن عطية : قال الجمهور : معناه مقدر محرر بقصد وإرادة ، فالوزن على هذا مستعار. وقال ابن زيد : المراد ما يوزن حقيقة كالذهب والفضة ، وغير ذلك مما يوزن. وقال قتادة : موزون مقسوم. وقال مجاهد : معدود ، وقال الزمخشري : أوله وزن وقدر في أبواب النعمة والمنفعة. وبسطه غيره فقال : ما له منزلة ، كما تقول : ليس له وزن أي : قدر ومنزلة. ويقال : هذا كلام موزون ، أي منظوم غير منتثر. فعلى هذا أي : أنبتنا فيها ، ما يوزن من الجواهر والمعادن والحيوان. وقال تعالى : (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) (١) والمقصود بالإنبات الإنشاء والإيجاد.
وقرأ الأعرج وخارجة عن نافع : معائش بالهمز. قال ابن عطية : والوجه ترك الهمز ، وعلل ذلك بما هو معروف في النحو. وقال الزمخشري : معايش بياء صريحة بخلاف الشمائل والخبائث ، فإنّ تصريح الياء فيها خطأ ، والصواب الهمزة ، أو إخراج الياء بين بين. وتقدم تفسير المعايش أول الأعراف (٢) والظاهر أنّ من لمن يعقل ويراد به العيال والمماليك والخدم الذين يحسبون أنهم يرزقونهم ويخطئون ، فإن الله هو الرزاق يرزقكم وإياهم. وقال معناه الفراء ، ويدخل معهم ما لا يعقل بحكم التغليب كالأنعام والدواب ، وما بتلك المثابة مما الله رازقه ، وقد سبق إلى ظنهم أنهم الرازقون ، وقال معناه الزجاج. وقال مجاهد : الدواب والأنعام والبهائم. وقيل : الوحوش والسباع والطير. فعلى هذين القولين يكون من لما لا يعقل. والظاهر أنّ من في موضع جر عطفا على الضمير المجرور في لكم ، وهو مذهب الكوفيين ويونس والأخفش. وقد استدل القائل على صحة هذا المذهب في البقرة في قوله : (وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (٣) وقال الزجاج : من منصوب بفعل محذوف تقديره : وأعشنا من لستم أي : أمما غيركم ، لأنّ المعنى أعشناكم. وقيل : عطفا على معايش أي : وجعلنا لكم من لستم له برازقين من العبيد والصناع. وقيل : والحيوان. وقيل : عطفا على محل لكم. وقيل : من مبتدأ خبره محذوف لدلالة المعنى عليه أي : ومن لستم له برازقين جعلنا له فيها معايش. وهذا لا بأس به ، فقد أجازوا ضربت زيدا وعمرو بالرفع على الابتداء أي : وعمرو ضربته ، فحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه. وتقدم شرح الخزائن. وإن نافية ، ومن زائدة ، والظاهر أنّ المعنى : وما من شيء ينتفع به العباد إلا
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ٣٧.
(٢) سورة الأعراف : ٧ / ١٠.
(٣) سورة البقرة : ٢ / ٢١٧.