وقبض صاحب شيزر الرّهائن ، وأطلق بغدوين من سجن شيزر ، في يوم الجمعة سابع عشر شهر رجب ، فخرج ـ لعنة الله ـ وغدر بتمرتاش وأنفذ إليه يقول : «البطريك الذي لا يمكن خلافه سألني عما بذلت ، وما الذي استقرّ ، فحين سمع حديث عزاز وتسليم حصنها منّي أبى ، وأمرني بالدفع عنها وقال : إنّ خطيئتك تلزمني ، ولا أقدر على خلافه». فتردّدت الرسل بينهما فلم يستقرّ على قاعدة.
وخالط دبيس جوسلين وبغدوين ، وصافاهم وصافوه بوساطة الأمير مالك بن سالم صاحب قلعة جعبر ، واتّفق دبيس والفرنج على قواعد تعاهدوا عليها منها أن تكون حلب لدبيس والأموال والأرواح للفرنج مع مواضع من بلد حلب تكون للفرنج ؛ وتقدّم دبيس إلى مرج دابق فخرج إليه حسام الدّين تمرتاش فكسره.
وسار تمرتاش من حلب عندما علم بغدر الفرنج به إلى ماردين ، في الخامس والعشرين من شهر رجب ، ليستنجد بأخيه سليمان بن إيلغازي وبجمع العساكر ، وبقي بنو منقذ رهائن بقلعة حلب عند تمرتاش ، وأولاد الفرنج رهائن عند أبي العساكر بن منقذ بشيزر.
والرسل مع هذا تتردّد بين تمرتاش وبغدوين إلى أن عادت الرسل في ثامن عشر شعبان مخبرة بنقض الهدنة ، وبخروج بغدوين إلى أرتاح قاصدا النزول على حلب.
ورحل بغدوين من أرتاح حتى نزل على نهر قويق وأفسد كلّ ما كان