واستوزر أبا محمّد بن الموصول ، ثم عزله وصادره في رجب من سنة ثماني عشرة واستوزر أبا الرّجاء بن السّرطان ، وولى الرئاسة بحلب فضائل بن صاعد بن بديع.
وسيّر إلى حرّان فحمل منها سلطان شاه بن رضوان ، وكان بلك أسكنه بها ؛ فاعتقله في دار بقلعة ماردين وكان فيها طاقة فتدلّى منها بحبل وهرب إلى دارا ، ثم رحل منها إلى حصن (١) كيفا إلى داود بن سكمان.
وفي العشر الأواخر من ربيع الأول سار نائب جوسلين من الرها وأغار على ناحية شبختان ونهبها فسار إليه نائب تمرتاش عمر الخاص وكان نائبه وربيب أبيه إيلغازي وركب خلفه في ثلاثمائة فارس فلحقه على مرج اكساس ، فقاتله وهزمه وقتله ، وقتل أكثر من كان معه من الفرنج ، وعاد غانما ، وأنفذ رؤوسهم وما غنمه إلى تمرتاش إلى حلب.
وولّاه تمرتاش شحنكية حلب ، وهو المدفون في القبّة التي مقابل باب مشهد ابراهيم ـ عليهالسلام ـ واسمه مكتوب على جهاتها الأربع.
وولّى قلعة حلب رجلا يقال له عبد الكريم.
وفي غرة جمادى الأولى من هذه السنة استقرّ الأمر بين الملك بغدوين صاحب أنطاكية ـ وكان في سجن بلك بحلب ـ وبين تمرتاش بن إيلغازي على تسليم الأثارب وزردنا والجزر وكفرطاب ، وعلى تسليم عزاز وثمانين ألف دينار ، وقدّم منها عشرين ألف دينار.
__________________
(١) بلدة عظيمة مشرفة على دجلة بين آمد وجزيرة ابن عمر. اللؤلؤ المنثور ص ٥٠٧.