وتبعهم الكرج قتلا وأسرا ، ونهب لدبيس ما مقداره ثلاثمائة ألف دينار ، ووصل مع نجم الدين إيلغازي إلى ماردين سالما (١).
وأنفذ إيلغازي إلى ابنه سليمان بحلب يلتمس منه أشياء ، فقبّح بذلك عنده ، وقيل له أشياء أوجبت عصيانه على والده ، فعصى وأخرج الملوك : سلطان شاه وابراهيم وغيرهما من حلب ، فمضوا إلى قلعة جعبر ، ومدّ يده في مصادرة أهل حلب وظلمهم والفساد.
وقيل : إن دبيس بن صدقة لما سار مع إيلغازي إلى الكرج سأل إيلغازي في الطّريق أن يهب له حلب وأن يحمل إليه دبيس مائة ألف دينار يجمع بها التركمان ويعاضده حتى يفتح أنطاكية ، فأجابه إيلغازي إلى ذلك ، وأخذ يده على ذلك.
فلما وقعت كسرة الكرج بدا له من ذلك ، فأنفذ إلى ولده سليمان ، وكان خفيفا ، وقال له : «أظهر أنك قد عصيت عليّ حتى يبطل ما بيني وبين دبيس». فحمله الجهل على أن عصى ونابذ أباه ، ووافقه مكيّ بن قرناص والحاجب ناصر ، وهو شحنه حلب وغيرهما.
وقبض سليمان حجّاب أبيه فصفعهم وحلق لحاهم ، ومدّ يده إلى أموال النّاس وظلمهم ، فطمع الفرنج وقرّبهم سليمان ، فنزلوا زردنا وعمروها لابن صاحبها كليام بن الأبرص.
__________________
(١) أوسع التفاصيل حول هذه الواقعة عند ابن الأزرق الفارقي انظر الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية ص ٥٢٣٠ ـ ٥٢٣٣.