قرناص الحمويّ ، وجعله بين يديه ، فكتب إلى ولده ونوّابه يأمرهم بصلح الفرنج على ما يريدون ، فصالحوهم على سرمين والجزر وليلون وأعمال الشمال على أنها للفرنج ، وما حول حلب للفرنج منه النّصف ، حتى أنّهم ناصفوهم في رحى الغربية (١) وعلى أن يهدم تلّ هراق بحيث لا يبقى للفئتين فيه حكم ، وطلبوا الأثارب فأجاب إيلغازي إلى ذلك ، فامتنع من كان فيها من التّسليم فبقيت في أيدي المسلمين.
وكان الذي تولى الصلح جوسلين وجفري ، وكان بغدوين في القدس ، فلما وصل رضي بذلك ، وشرع في عمارة دير خراب قديم ، بالقرب من سرمدا (٢) ، وحصّنه ثمّ أطلقه لصاحب الأثارب سير ألان دمسخين.
وأمر إيلغازي ولده باخراب قلعة الشّريف المجدّدة بحلب وإخراج من كان فيها من جند رضوان ، فأخرجهم شمس الدّولة وابن قرناص بعذر الإغارة على أعمال الفرنج ، وأغلقت أبواب حلب في وجوههم ، وتولى الرئيس مكيّ بن قرناص خرابها في جمادى الآخرة.
واستنجد الملك طغرل بإيلغازي بن أرتق على الكرج وملكهم داود ، فسار إليه في عالم عظيم ومعه دبيس بن صدقة ، فكسرهم المسلمون ، ودخلوا وراءهم في الدّرب ، فكرّ الكرج عليهم في الدّرب ، فانهزم المسلمون
__________________
(١) لعلها كانت قرب باب الجنان.
(٢) سرمدا قرية تابعة لمنطقة حارم في محافظة ادلب وتبعد عن ادلب مسافة ٦٤ كم.