وقتلوا جماعة وغنموا ما قدروا عليه ، وانهزم بغدوين وابن صنجيل ، وتعلّقوا بالجبال.
ورحل إيلغازي إلى أرتاح ، وبادر بغدوين فدخل أنطاكية ، وسلّمت إليه أخته زوجة سرجال خزائنه وأمواله ، وقبض على أموال القتلى ودورهم ، وأخذها وزوّج نساء القتلى بمن بقي ، وأثبت الخيل ، وجمع وحشد واستولى على أنطاكية ، ولو سبقه إيلغازي إلى أنطاكية لما امتنعت عليه.
ووصل أتابك إلى نجم الدّين بأرتاح ، فعاد ونزل الأثارب ، وهجم الرّبض ونهبه ، وقتل من قدر عليه ، وخرج أحداث من حلب ونهبوا حصنها فطلبوا الأمان فأمّنهم بعد أن استأخذت ، وسيّرهم إلى مأمنهم.
ورحل منها إلى زددنا وكانوا قد حصّنوها وأحكموا عمارتها ، وقاتلها فطلبوا الأمان فأمّنهم ، وسيّرهم إلى أنطاكية فلقيهم بعض التّركمان ، فنهبوهم وقتلوا بعضهم ومضوا إلى أهلهم.
وكان صاحب زردنا لمّا بلغه منازلتها ، حمل بغدوين والفرنج على الخروج لاستنقاذها ، وقد عرفوا تفرّق التّركمان بالغنائم وعودهم إلى أهلهم ، وأن إيلغازي في عدّة قليلة ، فبلغه ذلك فجدّ في قتالها حتى أخدها ـ كما ذكرناه ـ ورتّب أصحابه بها ، وتوجّه بمن بقي معه واستصحب معه عسكر أتابك وطغان أرسلان بن دملاج جرايد إلى دانيث بعد أن ردّ الأثقال والخيام إلى قنّسرين.
ووصل إلى دانيث في يومه ، فوجد الفرنج قد نزلوها يوم فتحه زردنا في