مائتي خيمة وراجل كثير ، وقيل إنّهم كانوا يزيدون على أربعمائة فارس سوى الرّجالة ، وذلك في رابع جمادى الأولى ، والتقوا فحمل صاحب زردنا وأكثر خيل الفرنج على عسكر دمشق وحمص وبعض التركمان ، فكشفوهم وانهزموا بين أيديهم ، وسار ليتدارك أمر زردنا ، ويكبس الأثقال والخيام فعرف أخذها وتسيير الأثقال إلى قنّسرين فعاد.
وحمل بقيّة المسلمين على بغدوين ومن كان معه ، فقتلوهم وردّوهم على أعقابهم ، فحينئذ حمل إيلغازي وطغتكين وطغان أرسلان فيمن بقي من الخواصّ على الفرنج ، فكسروهم وقتلوا أكثر الرّجالة وبعض الخيّالة ، وتبعوهم إلى أن دخلوا إلى حصن هاب ، وغنموا أكثر ما كان معهم.
وعاد نجم الدّين وطغتكين وطغان أرسلان إلى دانيث ، فوجدوا صاحب زردنا والفرنج قد عادوا بعد أن هزموا من كان بين أيديهم من المسلمين ومعرفة أخذ المسلمين زردنا ، فلقوهم وقتلوا منهم جماعة كثيرة ، وانهزم الباقون إلى هاب ، وعاد الترك بالظّفر والغنيمة.
وحين بلغ من بقنّسرين مع الأثقال هزيمة من كان في مقابلة صاحب زردنا رحلوا إلى حلب ، وانزعج أهل حلب غاية الانزعاج ، فوصلهم البشير بعد ساعتين بما بدّل غمهم سرورا وهمّهم حبورا.
وكان البشير من الفرنج قد مضى إلى بلادهم وأخبر بكسرة صاحب زردنا للمسلمين ، فزيّنوا بلادهم ، وأظهروا فيها الجذل والمسرّة فوصل ابن