بسليمان بن إيلغازي صاحب سميساط (١) فوصل بعسكر كثير إلى حلب.
وجمع رضوان من قدر عليه من التّرك والعرب وأحداث حلب ، ونزل عسكر دقاق بقنّسرين.
ونزل عسكر حلب بحاضر قنّسرين فاتّفق الأمر على أن يجتمعوا على نهر قويق ويتحدّثوا ، فاجتمعوا وتحدّثوا ، والنهر بينهم ؛ فلم يتّفق الصّلح ، فقال يغي سيان لسكمان : «هؤلاء الملوك يقتتلون على ملكهم ، أنت يا بيّاع اللّبن دخولك معهم لأي صفة؟» قال : «غدا تبصر ايش أنا».
فأصبحوا والتقوا يوم الاثنين خامس شهر ربيع الآخر من سنة تسعين وأربعمائة فأبلى سكمان بلاء حسنا.
ولم تزل الحرب بينهم إلى آخر النهار ، فانهزم يغي سيان إلى أنطاكية ، ودقاق وطغتكين إلى دمشق ؛ وأسر في الحرب اصباوه (٢) ، فاعتقل بحلب ثم أطلق ، فهرب إلى دمشق ولم يقتل من العسكر إلّاالقليل.
وقتل الفلّاحون في الطّريق وقت الهزيمة من الأرمن الذين كانوا مع يغي سيان جماعة كثيرة ، وتغيّرت نيّة الملك رضوان على جناح الدّولة حسين
__________________
(١) سميساط مدينة على شاطىء الفرات ، هي الآن في تركيا. معجم البلدان ـ الأعلاق الخطيرة ـ قسم الجزيرة ـ ص ٨٠١.
(٢) من أمراء التركمان وقادة جيوشهم وهو عند ابن الأثير في الكامل : ٨ / ٢٢٨ «أصبهبذ صباوو».