ودبّر شبيب ووثّاب ، وهما في القصر على سابق وقفزا في القلعة ، وصاح الأجناد بها : «شبيب يا منصور». وقبض سابق وحبس ؛ وتسلّم شبيب ما كان بها من مال وسلاح.
ثم وقعت السّفارة بينهم وبين شرف الدّولة على أن أقطع شبيبا ووثّابا قلعتي عزاز والأثارب وعدّة ضياع. وأقطع سابق بن محمود مواضع أخر في أعمال الرّحبه ، وأن يتزوج منيعة بنت محمود أخت سابق ، وكان السّفير بينهم في ذلك الأمير سديد الملك عليّ بن منقذ ؛ وبتدبيره جرى ذلك.
ووافق ذلك أنّ غار الماء في قلعة حلب ؛ ونزل منها أولاد محمود وانقضت دولة آل مرداس.
وكان الوزير لسابق بن محمود الشّيخ أبا نصر محمد بن الحسن بن النّحّاس وعزله ، واعتقله مدّة ثمّ أطلقه.
وولّى وزارته أبا منصور عيسى بن بطرس النّصرانيّ فامتنع ؛ فألزم بها ؛ ووزر له في النّصف من شوّال سنة تسع وستّين وأربعمائة (١).
__________________
(١) إمارة حلب ص ١٦١ ـ ١٦٤.