[إمارة مسلم بن قريش العقيلي] (١)
وتسلّمها أبو المكارم في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة ، بعد حصار أربعة أشهر للقلعة. وقال ابن أبي حصينة يهنىء شرف الدّولة بفتح القلعة :
لقد أطاعك فيها كلّ ممتنع |
|
خوف انتقامك حتّى غارت القلب (٢) |
ولمّا ملك شرف الدّولة حلب أحسن إلى أهلها ، وخفّف عنهم أثقالا كثيرة ، وصفح عن كلف كانت عليهم في أيام بني مرداس. ونقلت الغلات إلى حلب ، فرخصت الأسعار بعد الغلاء الشّديد.
وفي يوم تسلّمه القلعة ودخوله إليها دخل بزوجته منيعة أخت سابق ، في اليوم والسّاعة ، وهو اتّفاق لم يسمع بمثله ، ففتح حصنين وقال في ذلك أبو نصر بن الزّنكل يمدح شرف الدّولة :
فرعت أمنع حصن وافترعت به |
|
نعم الحصان ضحى من قبل يعتدل |
وحزت بدر الدّجى شمس الضّحى |
|
فعلى مثليكما شرفا لم تسدل الكلل |
__________________
(١) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) ديوان ابن أبي حصينة ج ١ ص ٣٧٧.