ومعه أكثر العسكر ؛ وعاد شمالا ونهب عسكره ضياعا في أعمال بعلبكّ.
ووصل رفنيّة في اليوم العاشر من جمادى الأولى ، وفيها جماعة كثيرة من التّجّار والقوافل متوجّهين إلى طرابلس ، فهجمها بغتة ؛ وقتل مّمن كان بها جماعة ، واستباح أموالهم وحريمهم ، وأقام بها عشرة أيام.
ثم سار فنزل حصن الجسر ، فأكرمه أبو الحسن بن منقذ فأعلمه بما عوّل عليه من نهب الشّام ، فسأله في بلدة كفر طاب ألا يعترضها فأجابه.
وسار فنزل قسطون فجرى أمرها في النهب والعقوبة مجرى رفنيّة ، وأقام بها نيفا وعشرين يوما. ثم تنقّل وعسكره بالمنجنيقات على أبراج جبل السّمّاق (١) وغيرها ؛ حتى لم يبق بها موضع ولا برج إلا افتتحه وأهلكه ؛ واستباح حريمهم وأولادهم ، واستغرق أحوال أهل سرمين والمعرّة بالقطائع ، وطلع إلى جبل بني عليم (٢) فلم يتمّ له بها شيء.
وسار فنزل ضياع معرّة النّعمان الشرقية بالمنجنيقات ، ففتح أبراجها وحصونها بالسّيف ، وأخذ ما لا يمكن إحصاؤه ، وغلب أهلها فهلك منهم خلق ؛ ونزل تلّ منس ، وقطع عليها خمسة آلاف دينار ، ولم يتمكّن من أخذها.
وانتقل إلى عمل معرّة النعمان ففعل مثل ذلك ؛ وسار إلى معرتارح (٣)
__________________
(١) هو جبل الأربعين هذه الأيام.
(٢) هو جبل الزاوية فوق بلدة أريحا.
(٣) معرتارح : من نواحي كفر طاب ، في شماليها. تاريخ معرة النعمان لمحمد سليم الجندي ـ ط. دمشق ١٩٩٤ ج ١ ص ٢٠.