وليلة «كرمين» تركنا كرامهم |
|
كضأن بها لاقت مع القدر قاصبا |
وفي يوم «خنّاقيّة» قد خنقتهم |
|
بعثير ذلّ ردّ ذا الشّرخ شائبا |
عطفت لهم إذ خام من خام منهم |
|
بفتيان كالعقبان شامت توالبا (١) |
فلله قومي الصّادرون لو انثنوا |
|
معي ، أو فريق كنت للجمع ناكبا |
فولّوا وقضبان المخافة فيهم |
|
مسابقة أرماحنا والقواضبا |
فكم فارس منهم تركنا مجدّلا |
|
يباشر ترب القاع منه التّرائبا |
وإذ أيقنوا أن ليس للكسر جابر |
|
تولّوا وعن «جبرين» حثّوا الرّكائبا |
وخلّوا بها كسبا حووه ، وأبصروا |
|
سلامتهم منّا أجل مكاسبا |
وأما تاج الدولة تتش فإنّه رحل من جبرين ، وسار إلى دمشق فملكها ؛ وتسلّمها من أتسز بن أوق التّركيّ (٢) ، ثم فسح من عسكره أفشين التركيّ ،
__________________
(١) التولب : ولد الحمار.
(٢) انظر حول استيلاء تتش على دمشق كتابي مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ص ١٦٤ ـ ١٦٥.