قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    زبدة الحلب من تاريخ حلب [ ج ١ ]

    زبدة الحلب من تاريخ حلب [ ج ١ ]

    210/432
    *

    وقيل : إنّ ثمالا ونصرا حقد عليهما ملك الرّوم ما جرى منهما على ميخائيل بناحية قيبار ، فخرج بنفسه ، فسيّرا ابن عمهما مقلّد بن كامل يبذلان له الطاعة والخدمة ، وكان قد سيّر إليهما يسومهما تسليم حلب ، ويقول إنّه يخاف أن تتم عليهما حيلة فتخرج حلب من أيديهما ؛ وعرض عليهما عوضا عنها ما اختاراه ؛ فاعتقلا رسوله انتظارا لما يرد من جواب رسالتهما.

    فبلغه ذلك فاعتقل مقلّد بن كامل ، وخرج بنفسه ؛ فأخرجا حرمهما من حلب إلى البرّية خوفا منه ، حتّى كان من أمره ما ذكرناه ؛ وكان ثمال في القلعة يحفظها ، ونصر باشر القتال.

    فلما عاد ملك الرّوم سار نصر وثمال لاحضار حرمهما ، فسبق نصر إليها ، واستولى عليها ، وعوّض ثمالا بوساطة من توسّط بينهما الرّحبة وبالس ومنبج وأعمالها.

    وخرج بعد هذه الكسرة قطبان أنطاكية الخادم المعروف بنقيطا ـ وتفسيره بالعربية الدويك ـ في خلق عظيم ، فعاث في البلد العربيّ ، وأفسد ، وفتح حصن المنيقة ، وهجم رفنيّة ، وسبى عشرة آلاف من أهلها ، ونقض أبرجة سورها في سنة إحدى وعشرين ؛ وفتح في سنة اثنتين حصن بني الأحمر ، وحصن بني غناج ، وغير ذلك من الحصون وخربّها (١).

    __________________

    (١) يرجح أن هذه الحصون وجدت ما بين منطقة القدموس امتدادا حتى سفوح منطقة جبلة وطرطوس. انظر تاريخ يحيى بن سعيد ص ٤١٨ ـ ٤٢٢ ، فالمنيقة سيكون من حصون الدعوة الاسماعيلية ، وبدّل اسم بكسرائيل إلى بني قحطان ، ومرقيه تحمل الاسم نفسه أو اسم نبع حسان في أحواز طرطوس إلى جانب منتجع الرمال الذهبية.