واحتمى سديد الملك بن ثعبان في القصر الملاصق للقلعة ؛ ونصبت المنجنيقات والعرّادات عليه وعليها.
ثم إنّ صالحا رتّب أبا المرجّا سالم بن المستفاد ، وكاتبه سليمان بن طوق على قتال القصر والقلعة بحلب.
وسار إلى فلسطين منجدا حسّان بن المفرّج على الدّزبريّ ، فإنه جمع ، وعاد إليه في جيش كثيف ، فالتقى الجيشان فكسر الدّزبريّ ، وعاد مفلولا.
وأما قلعة حلب فإنّ الحلبيين نقبوها ؛ ووصل النقب إلى بئرها المعين ؛ وقلّ الماء فيها ؛ ودام الحصار عليها سبعة أشهر.
وراسل من في القلعة سالما وسليمان في الصلح في عاشر ربيع الآخر ؛ فلم يجيباهم. ونصبوا الصّلبان ثلاثة أيام ؛ ودعوا لملك الرّوم ؛ ولعنوا الظّاهر ؛ ونقر الناقوس ؛ وقاتلوا القلعة ، ثم نفروا يوم الجمعة ثاني عشر الشّهر ، وحملوا المصاحف على أطراف الرّماح في الأسواق ؛ ونادوا النّفير وزحفوا.
فاستأمن جماعة من المغاربة الذين في القلعة ، فخلع عليهم ، وطيف بهم في المدينة. وبسطت ثياب الدّيباج والسّقلاطون (١) ؛ وبدر المال مقابل القلعة ، وبذلت لمن ينزل إلى ابن مستفاد وسليمان مستأمنا.
__________________
(١) السقلاطون : نوع من النسيج مصنع من الحرير الموشى بالذهب.