[إمارة صالح بن مرداس](١)
وسيّر صالح بن مرداس كاتبه أبا منصور سليمان بن طوق ، فوصل إلى معرّة مصرين ؛ وغلب عليها ؛ وقبض واليها ؛ وقيّده ؛ وسار إلى حلب في جماعة من العرب ، لسبع بقين من رجب. فجرى بينه وبين سديد الملك ثعبان وموصوف الخادم ، حرب في أيام متفرّقة.
وسار صالح بن مرداس إلى حلب ، في جمع كثير ؛ ونزلها يوم الأحد لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان من سنة خمس عشرة وأربعمائة ؛ على باب الجنان. وجاب الحلل يوم الاثنين ؛ وحاصرها ستة وخمسين يوما ؛ فوقع خلف بين موصوف الخادم وبين أبي المرجّا سالم بن مستفاد غلام سيف الدّولة بن حمدان ؛ وكان من كبار القوّاد بحلب ؛ وداره بالزّجاجين ، وحمامه أيضا ، آثارها باقية إلى وقتنا هذا.
فعزم موصوف على قتل سالم هذا ؛ فجمع سالم جمعا ، وفتح باب قنّسرين ؛ وخرج إلى صالح ، فأخذ منه الأمان لنفسه ، ولجميع أهل المدينة.
وسلمت المدينة إليه ، يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة.
__________________
(١) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.