والآلات الحديدية ، ولكن أهم سلعهم التبغ والدمور والقرنفل ، ويقايضون عليها كلّها بالذرة ، وهى أهم ما ينشده تجار سواكن التى تعتمد فى زادها من الذرة على التاكة ، لأن الإقليم المجاور لها لا يكاد يزرع منها شيئا. وتجلب ذرة التاكة إلى سواكن بمقادير كبيرة بحيث يمكن أن يشحن القوم منها فى أى وقت شاءوا مراكب إلى جدة التى لا تفرغ أسواقها من الذرة. ولست إخالنى فى حاجة إلى القول بأن هذا ينشط المواصلات بين التاكة وسواكن تنشيطا عظيما ، فقل أن يمضى أسبوعان دون أن يفد على التاكة قوم من سواكن ، وأجرة السفر بينهما ضئيلة لرخص الابل. ومع ذلك فقد كان ثمن الذرة بسواكن اربعة ضعاف ثمنها بالتاكة ، فكانت الاثنتا عشرة كيلة تباع بريال ، ولكن هذا الثمن على ارتفاعه يسمح للتجار بنقل الذرة إلى جدة وبيعها بثمن مجز. وكانت التاكة إبان القحط الأخير تمد بالذرة وادى النيل كله من شندى إلى مقرات. وبالاقليم عدة أسواق كالسوق التى وصفت ، وسوق الحلنقة فيما يقال اكبرها ، والذرة فيها أرخص منها فى هذا القسم من التاكة. وكان ثوب الدمور هناك يساوى من اثنين وثلاثين مدا إلى ستة وثلاثين ، وقد ركب بعض اصحابى إليها ليبيعوا فيها تبغهم.
ويهدد سلامة المسافرين بالطريق المباشر من التاكة إلى شندى غارات الشكرية مما يضطر التاكيين القاصدين شندى إلى سلوك طريق قوز رجب وعطبرة. وقد تذهب القوافل الصغيرة أحيانا من التاكة إلى سنار مباشرة طلبا للدمور والتبغ ، فتسافر من أقصى الحدود الشمالية للحلنقة نصف يوم إلى قرية منان ، ومنها سفر ثلاثة أيام فى صحراء رملية لا ماء فيها حتى عطبرة ، ويسكن ضفافه هناك عرب عمران الذين يتكلمون العربية. ومن عطبرة رحلة يومين فى الصحراء إلى عرب الضباينة الذين يملكون القطعان الكبيرة من البقر والجمال ، ومن هناك رحلة يوم فى الغابات والمزارع إلى قرية الدنور ، ثم رحلة يومين عبر الصحراء يبلغون يعدها سنار بعد رحلة مجموعها ثمانية أيام أو تسعة من السير الوئيد