بعد فترة وجيزة عبرنا مقاطعة (كالكيا) ونحن نتابع مجرى جدولها لمسافة حوالي ميل واحد ، إن سطح هذه الجبال التي كانت تحتوي على الجبس والطمي ورمال بنية اللون ، دائما تغطيها قشور بارزة من الحصى الرملي ، وهذه القشرة تتكون عند ما تزيل مياه المطر الطميّ ويبقى الحصى على سطح الجبال.
في هذا المكان تمكّنا من رؤية أول حيوان حيّ منذ دخولنا هذه الجبال ، فقد كانت هناك أسرابا من العصافير الملونة تشبه عصفور (الدوري) ، ولكن جسمها مستطيل ولونها بلون سلك معدني غطاه الصدأ. وعند ما واصلنا سيرنا كان على يميننا جبالا عالية ، وعلى شمالنا كانت هناك أرض موحلة تغطيها طبقة من الطين سماكتها ٣ أقدام ، وتمتد لمسافة قدرها إثنى عشر قدما ، وبعد ميل واحد وربع الميل وصلنا إلى وادي (Pasgah) وكان هناك جبلين ضخمين ، واحدا على يميننا ، والآخر على يسارنا. وقد بدا منظرهما بديعا وهما مغطيان بصخور قرمزية اللون متداخلة فيها اللون الأخضر القاتم الذي تخترقه شبكة من الخطوط المتموّجة البيضاء.
لقد عبرنا نهر (Pasgah) الذي كان حجمه هنا أكبر بثلاث مرات مما هو عليه في مكان مخيّمنا ، كذلك مررنا على طريق (بيرتاري) كانت فيه كومة كبيرة من الحصى التي كان يساهم فيها كل عابر بهذا الطريق ، فبعض الرجال الذين يمتطون الجمال يحملون عصاهم فيحركون الحصى بها ، والذين يمشون كانوا يأخذون الحصى ويقذفون بها ثانية على الأرض.
لقد أدهشني هذا التصرف في بداية الأمر ، ولكن عند ما سافرنا عبر المناطق المقدسة باتجاه (كربلاء) في العراق ، وجدت أن ذلك كان بهدف الزيارات. وقد أخذت هذه التفسيرات على أنها صحيحة ، وقد عرفت فيما بعد ، أنه في الجزء الوعر على طريق (كربلاء) كانت أكوام الحصى كثيرة ، وفورا أدركت أن ذلك الحصى يجعل الطريق واضحا. ولكن السكان ذكروا