لي أن الحاكم ألزم كل مؤمن بهذه الأماكن المقدسة أن يرمي حجرا واحدا على الأقل على كل كوم من الحصى ؛ حتى يمكن الوصول بسهولة إلى الأماكن المقدسة.
إن هذه العادة قد امتدت إلى (بلوشستان) كما كان يؤكد ذلك البلوش الذين يمّرون عبر الجبال. إن كل كومة من الحصى تعني مكانا أو قبرا لبعض الأولياء (١).
وعند ما اتجهت قافلتنا إلى (بلوشستان) قمت بعمل كومة من الحجارة على جانب من المنطقة ، وعند ما اقترب الرجال منها كانوا يتباهون برمي الحجارة عليها ، وبذلك يعتبر هذا الرمي هدفا متبعا بلا تردد.
كانت جبال (كاليكا) تقع في الجانب الأيمن من المنطقة التي نحن فيها ، وقد عبرنا (الPasgah) ثانية ومررنا بصخرتين لونهما أبيض كالثلج مستديرتين في وسط النهر الذي يبلغ عرضه ٢٠ قدما ولعمق متوسط ٥ ، ١ قدما من حولنا التقت الجبال بألوانها الفائقة التصور ، وكان علينا أن نمر بمضيق من أصعب الطرق ، اسمه «ريدا جون دارج» ، بعد ذلك بلغنا بحرا من التلال المختلفة الألوان التي لا يمكن تصديقها لو لا رؤيتها.
بعد سير ٥ ، ١ ميل عبر تلك التلال كان هناك نهر (هاليرت) على ضفافه بعض المستعمرات ، ثم مررنا بين جبلين أو أربعة جبال مخروطية الشكل اسمها (كاتال جانين). نحن الآن متجهين إلى جبال (سيجا بوشت) ، والتي تبعد حوالي نصف ميل. كل شيء حولنا يدعو للتعجب ، ففي أسفل جبل
__________________
(١) هذا غير صحيح ، ومن السذاجة الظن بذلك ، والهدف كان هو تثبيت الطرق للقوافل والمسافرين وهذا معروف ، وكان الحكام يشجعون القوافل على ذلك حرصا على سلامتهم وتوضيح الطرق. وتطورت هذه العادة إلى أنهم كانوا يقومون بعمل إشارات وعمل أشكال معينة عند التقاطعات كدليل للناس للمناطق واتجاهاتها.