اسمه (شيرين كنداج) قيل إنه يصب في البحر بالقرب من (سوراك). وعند ما تركنا (الأميروي كوه) على يسارنا وقطعنا سيرا مسافة ٣ أميال أخرى على أرض وعرة داخل وادي (هوردين) الأبيض اللون بسبب الملح وكانت النباتات البرية تنمو بكثرة ، وسعف النخيل تصل أطوالها إلى ٧ أقدام.
في هذه المرحلة من رحلتنا وصلنا أرضا وعرة وعبرنا جداول مليئة بمياه سوداء ، ثم شققنا طريقنا إلى وادي (Pasgah) وكانت أمامنا صخورا ملفتة للنظر أمكننا مشاهدتها من أعلى منحدر اسمه (كوناركانو) و (الPasgah) له مجرى أعرض من (غديج) والتلال حوله أكثر انخفاضا والنهر هنا يتشعب إلى ٣ قنوات كلها تمر خلال حشائش غزيرة وشجيرات قش صغيرة.
هنا في (Pasgah) تخيّم جميع القوافل التي تمر بين منطقة (بنت) وشاطئ البحر على خليج عمان ، وقد وجدنا قافلة في ذلك اليوم تمر من (بنت) تحمل حوالي ٩٠ صندوقا من التمر لبيعها في (Sadeij) وفي القرى المتفرقة على الطريق التي ربما يجدون فيها مشترين لهذه الصناديق.
وهنا في (Pasgah) أيضا أشجار (الجيش) والتي هي كالسّم للجمال. أما نباتات أو شجيرات الدلفى فهي مناسبة لجميع الحيوانات إلا الحمير. فالجمال ، والماعز ، والخراف ليس مصّرحا لها بأكل الأعشاب ، ولكن تقدم لها أوراق العلف. وبعض الحيوانات الأخرى تأكل العشب الأخضر في أي مكان تراه.
صباح اليوم العشرين كان غائما وقد قال لنا «حبيب» أن النهر قد امتلأ ، وإذا هطلت الأمطار سنكون غير قادرين على اجتياز الوادي الذي كان عرضه عند ما تركنا الخيمة حوالي نصف ميل وهناك تلال عريضة وحشائش كثيرة على الجانبين. بعد ميل ونصف دخلنا أرضا فيها طبقة من القشرة الأرضية والطمي بسماكة حوالي ٦ بوصات بلون بني و ٤ بوصات حجارة رملية.