الأحداث فهو غير متعب.
«الحمد لله» كانت تسمع من الكل بعد أن وصلوا المخيّم ثم بدأوا بعد لحظات يسألون عن خيمة الطباخ .. «أين الخيمة؟ هل هناك علف للحيوانات؟» .. ثم يردون على أنفسهم قائلين : «لا بد أن يكون العلف موجودا .. إننا نثق بقدرة «الصاحب» على توفير ذلك» ، وفي خلال ٦ إلى ٧ دقائق كانت جميع الجمال مفرّغة من حمولتها وربطت أرجلها ثم جلس الرجال لأكل التمر ومشاركة «صالح» في تدخين النرجيلة ، وأثناء ذلك ناقشوا مع «حبيب» احتمالات وجود شجيرات سامة حول المنطقة. وفجأة نهض «عبد الله» ليتسائل : ما إذا كانت خيمة «الصاحب قد نصبت أم لا»؟ وعند ما سمع بجوابي «لا» هبّ الرجال للعمل فورا. اثنان أخذا العصا ليرفعا عليها قرب الماء وذهبا إلى النهر لجلب الماء ، كذلك كان على اثنين آخرين أن يشعلا النار. وأخذ «عبد الله» في تجهيز قدر من الأرز ، أما الطباخ الذي بدا بلا عمل فقد بدأ يتشاجر معهما ، خاصة مع «جلال» الذي رفض اعطاءه الكميات الكافية من الأكل للطبخ ، وقام الرجال الأربعة بعد ذلك بأخذ أكياس من ملاءاتهم لجمع الأعشاب والقش. كانت ليلة سعيدة وجميلة بحق ، وبدأت بالتجول والتنزه حول خيمتي. وفي وقت انتهاء تجهيز طعام العشاء ، حضر جميع الرجال وبدأوا في أخذ وجبتهم من الأرز مع نوع من السمك ذو رائحة الغير طيبة. ثم جلست على كرسي صغير بجانب النار ، وقام «غلام شاه» بتجهيز الأسّرة وغطاها بالملاءات ؛ لأن الرطوبة كانت مرتفعة. بعد ذلك أحضر الرجال جمالهم وحلوا عقالها وجاءوا لمساعدة صالح في جمع الأعشاب للجمال وكانوا سعداء ؛ لأنه لم تكن أية أعشاب سامة منتشرة في المنطقة ، وعند ما عادوا إلى المخيم بدا «حبيب» وكأنه منهمك مع جماله وهو يقول لهم «ألم أقل لكم لا توجد أعشاب سامة .. ألم أقل لكم ذلك».