بركت جميع الجمال على الأرض موجهة رأسها نحو النار ، إنه لمنظر جميل ويروق للعين. كانت النار متوهجة ووجوه الرجال مفعمة بالحيوية ، وهم يتحدثون عن الجمال والكران (أي قيمتها) وهي المواضيع الوحيدة التي يستمتع البلوش في التحدث عنها ، وكان كل رجل يمسك بحبل جمله بيده وباليد الأخرى يرفع رأس الجمل لمساعدته في تناول الطعام ومضغه.
ولكي نتمكن من النهوض في الصباح الباكر ، قررنا عدم نصب الخيمة والنوم بجانب النهر ، وما كدنا نبدأ حتى بدأ رذاذ المطر بالنزول في حوالي التاسعة ليلا. فورا غيّرنا أماكننا إلى أسفل الجبل ولففت نفسي بمعطفي الواقي من المطر وغفوت تماما. ولكن إذا تساقط علينا المطر مرة أخرى وجب تغيير هذا المكان أيضا ؛ لأنه مع سقوط الأمطار الكثيرة فإن احتمال سيران الوادي كبير وقد يجرفنا فجأة معه أثناء نومنا (١).
__________________
(١) هذا صحيح تماما ـ فهذه الوديان مختلفة عن ودياننا في الإمارات وعمان بأنها أسرع ومفاجأة أكثر ، ولها منطقة عريضة في مجرى مياهها نظرا لأن الأرض طينية وليست صخرية.