ستدنيك من خير البريّة فاعتدل |
|
سأقل نصّ اليعملات الرّواسم |
و (تعاقب النّجوم) : أن يوقّت القوم لمقدار مسيرهم وقتا فتلك عقبتهم ، فإذا قضوها ودخلوا في غيرها من أمثالها فتلك عقبة ثانية ، فإن دام ذلك منهم فذلك تعاقب أدراج الكواكب ، ومن ذلك سمّوا الطّريق مدرجة ، ومن هذا قول الرّاجز يخاطب ناقته :
سامي سمامات النّهار واجعلي |
|
لفلك ادراج النّجوم الأفل |
ويقال للكوكب الذي يعاقب به : معقب. فقال ذو الرّمة يذكر المطايا ودوام سيرها :
إذا اعتقبت نجما وغاب تسحّرت |
|
علالة نجم آخر اللّيل طالع |
جعل السّير سحورا لها في الآخر ، كما جعلها غبوقا لها في الأوّل. وقال الرّاعي وذكر إبله :
أرى إبلي تكالأ راعياها |
|
مخافة جارها طبق النّجوم |
(تكالأ) : تحارس وقوله : (طبق النّجوم) أي اللّيل كلّه فتكالؤها طبق النّجوم وهو درج النّجوم. ومن هذا قول الآخر :
ولا العسيف الذي يشتدّ عقبة |
|
حتى يبيت وباقي نعله قطع |
وقال بعضهم :
فأصبحن لا يتركن من ليلة السّرى |
|
لذي الشّوق إلّا عقبة الدّبران |
كأنهم جعلوا لمدى سراهم طلوع نجوم معلومة ، وكان الدّبران آخرها ، فقضوا عقب تلك النّجوم كلّها إلّا عقبة الدّبران ، فإنّهم قطعوا السّير حين بلغوه ، وكان المشتاق يهوى ألّا يقطعوه وقال حميد بن ثور شعرا :
قد لاحه عقب النّهار وسيره |
|
بالفرقدين كما يلاح المسعر |